بعد تداول أخبار حول انتهاك حرمة مقبرة الشهداء ببلدية سمعون في بجاية، تنقلت "الشروق اليومي" إلى المنطقة، وبالتحديد إلى المقبرة الواقعة بالقرب من مقر البلدية للوقوف على حقيقة الأمر. عند وصولنا إلى المقبرة، وقفنا على أشغال مست السور الخارجي، كما تم استحداث باب جديد للمقبرة، غير أن ما أثار استياء السكان وجمعيات الأحياء، هو توسيع الطريق الرئيسي بنحو خمسة أمتار، ونصب الأعمدة الكهربائية التي أصبحت في وسط الطريق بعد أشغال التوسيعوهي الأشغال التي تعارضها الجمعية الاجتماعية والثقافية زيري لقرية تقروجة، التي دخلت في صراع مع مصالح بلدية سمعون بسببها. وتعود القضية إلى ماي 2015، حينما استفادت بلدية سمعون من مشروع تهيئة الأرصفة، حيث تم الاتفاق مبدئيا ما بين ممثلي سكان قرية تقروجة، التي تؤكد أن المقبرة ملك لها وبلدية سمعون، على أن أشغال توسيع الطريق لن تمس سوى متر و20 سنتمترا من المقبرة، إلا أنه بعد انطلاق الأشغال اتضح أن الأشغال التهمت 5 أمتار من المقبرة. وعندها بدأت الصراعات وشرع ممثلو سكان القرية في توجيه عدة مراسلات إلى السلطات المعنية من أجل وقف الأشغال. وقال رئيس الجمعية، السيد أمغار عبد الحليم، في تصريح ل "الشروق"، إن القرية سمحت لمصالح البلدية بتهيئة الرصيف المحاذي للمقبرة، ولكن بشرط ألا تتعدى 1.2 متر من أرضية المقبرة، إلا أنهم تفاجؤوا بالتعدي على خمسة أمتار منها، ما أدى إلى تعرية القبور وظهور رفات الموتى، التي تم رميها مع الأتربة، علما أن هذه المقبرة التي دفن فيها 17 شهيدا خلال الثورة المجيدة أصبحت اليوم تشهد اعتداءات متكررة من طرف مجهولين محرضين، حسب رئيس الجمعية، الذي أكد أنه تم بالإضافة إلى كل ذلك، اقتلاع أكثر من 50 شجرة من محيط المقبرة، بعد أن تم غرسها من طرف مواطني البلدية، مضيفا أن السلطات المحلية حاولت خلق فتنة بين سكان القرى، وذلك من خلال تسييج المقبرة وتقسيمها إلى نصفين ولكل قرية مقبرتها. وطالب رئيس الجمعية بلجنة تحقيق مستقلة للوقوف على الانتهاكات التي مست المقبرة، مناشدا تدخل المجاهدين وأبناء الشهداء، مشيرا إلى أن الأمور لن تهدأ ما لم تعد الأوضاع إلى سابق عهدها، وكذا تطبيق ما تم الاتفاق عليه، من خلال استغلال مساحة 1.2 متر فقط من أرضية المقبرة. رئيس بلدية سمعون، من جهته، أكد أن المقبرة قديمة وكل قرية تدعي امتلاكها لها، مشيرا إلى أن أشغال تهيئة الأرصفة جاءت لتحسين وضعية الطريق العام، وكذا المنظر الخارجي للمقبرة، مؤكدا أنه تفاديا لحدوث انزلاقات وحدوث فتنة بين سكان القرى المختلفة تم الاجتماع بالعقلاء، أين تم الاتفاق على إلحاق المقبرة بالبلدية. وبخصوص حقيقة الاعتداء على بعض القبور، ورمي رفات الموتى مع الأتربة، رفض رئيس البلدية الرد عن سؤالنا.