الحزب الجمهوري يدفع ثمن تركة بوش اختفى الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الأنظار قبل ساعات من بدء الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشحين الديمقراطي، باراك أوباما والجمهوري جون ماكين. * وقد أثيرت التساؤلات حول هذا الاختفاء المفاجيء، غير أن البيت الأبيض قال أن بوش لن يشارك في أي حدث عام بين يومي الجمعة والاثنين، وأنه سيقضي معظم الوقت مع أسرته في منتجع كامب ديفيد. ويعترف خبراء سياسيون أمريكيون أن اختفاء بوش عن الأضواء خلال فترة الانتخابات يعود إلى سمعته السيئة في أوساط الأمريكيين وخشية الجمهوريين من أن يكون لذلك تأثيرا على حظوظ مرشحهم جون ماكين. * يؤكد الإعلام الأمريكي أن ضعف شعبية بوش جعله لا يشارك بالشكل المطلوب في حملات جمع الأموال لصالح المرشح الجمهوري. ويتناقض هذا الوداع لجورج بوش، مع ذلك الذي تم في نهاية عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان، والذي كان يحظى بشعبية بلغت 64 في المائة. ومن جهة أخرى، يواصل باراك أوباما تقدمه في استطلاعات الرأي قبل اللحظات الأخيرة من الاقتراع، وأجمعت استطلاعات الرأي التي أجرتها جهات أمريكية مختلفة، على تقدم المرشح الديمقراطي على منافسه الجمهوري في 8 من بين 8 ولايات رئيسة. وأظهر استطلاع أجراه معهد "غالوب" ونشرت نتائجه أمس أن المرشح الديمقراطي يتقدم ب 11 نقطة على منافسه الجمهوري . كما أوضح الاستطلاع أن 73 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين عبروا عن تحمسهم لحملة مرشحهم في مقابل 59 بالمئة للناخبين الجمهوريين. * ويرى مراقبون أنه في ضوء هذه النتائج نجح الديمقراطيون في الحفاظ على تقدمهم بمواصلة حملاتهم المكثفة في الولايات الحاسمة حتى اللحظات الأخيرة دون الركون إلى نتائج الاستطلاعات لتجنب أخطاء حملة 2004. ويراهن المتنافسان على ولايات بعينها من أجل كسب أصوات المترددين مثل أوهايو باعتبارها الولاية التي منحت الرئيس بوش ولايته الثانية في انتخابات 2004، ويقول المعسكران إن السباق متقارب للغاية في هذه الولاية ولكن الأزمة الاقتصادية قد تصب في مصلحة أوباما خاصة وأنها من أشد الولايات تضررا منها، حيث فقدت 300 ألف وظيفة في مجال الصناعة خلال عشر سنوات. ومن جانبه، حاول ماكين كسب ود الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد في ولاية بنسلفانيا وهي أفضل أمل له وربما آخر أمل في سرقة ولاية تميل للديمقراطيين تقليديا من أوباما مع سعيهما لكسب أصوات 270 عضوا في المجمع الانتخابي. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تزداد التكهنات والتوقعات بمن سيخلف بوش في البيت الأبيض، ومن أطرف التوقعات أن علماء فلك هنود توقعوا انتصارا كاسحا لباراك أوباما، لكن احدهم يحذر من أن حياته قد تكون في خطر العام 2010. ومن جهتها، إسرائيل تخرج عن صمتها قبل يوم واحد من الانتخابات وتعلن أنها تعتزم الحفاظ على علاقاتها المميزة مع الولاياتالمتحدة بمعزل عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وبالرغم من أن المعارضة اليمينية قد عبرت عن مخاوف من فوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ييغال "أن الصداقة مع إسرائيل هي إحدى ثوابت السياسة الأمريكية ولا ترتهن بنتيجة الاقتراع لأنها ترتكز على قيم ومصالح مشتركة في آن". * وفي الواقع، فإن كلا المرشحين قام بزيارة إسرائيل في الأشهر الأخيرة كما كثفا خلال حملتهما التصريحات المؤيدة للدولة العبرية التي لقيت صدى كبيرا في إسرائيل. ومع تزايد فرص فوز اوباما في الانتخابات، غيرت الصحافة الإسرائيلية من لهجتها إزاء هذا المرشح وأصبحت »إيجابية« أكثر فأكثر. وفي هذا السياق، عنون كاتب افتتاحية في صحيفة »يديعوت احرونوت« واسعة الانتشار أمس مقاله "نحن نستحق أيضا أوباما" ممتدحا الديمقراطية الأمريكية ومنتقدا المجتمع الإسرائيلي. لكن المعارضة اليمينية التي يتوقع بحسب استطلاعات الرأي أن تفوز في الانتخابات العامة في العاشر من فيفري في اسرائيل، ما زالت متحفظة مع الحرص في الوقت نفسه على عدم التعبير عن موقفها علنا. وعبرت صحيفة »معاريف« عن هذه المخاوف الاثنين فكتبت "إسرائيل تخشى ان تكون تأكيدات باراك اوباما كلاما في الهواء"، في إشارة إلى إعلانه في الرابع من جوان أن القدس ينبغي "أن تبقى عاصمة اسرائيل" و"موحدة".