بعد تأكيد وزارة الثقافة أن لجنة التفتيش التي بعثت بها إلى المكتبة الوطنية الأسبوع الماضي "هي لجنة عادية وترسل لجميع الإدارت الثقافية عند انتهاء عهدة الإدارة السابقة، قبل تنصيب الإدارة الجديدة"، صرح المدير السابق للمكتبة الدكتور أمين الزاوي، الجمعة، للشروق: "أنه يصر على لجنة تحقيق حكومية أو لجنة رفيعة المستوى من رئاسة الجمهورية، لأن وزارة الثقافة هي طرف في الصراع، ولا يمكن للتقرير الذي تصدره أن يكون موضوعيا". * وأضاف الزاوي بأنه وطوال تواجده على رأس المكتبة، لم يسبق أن تلقى عتابا من طرف الوزارة أو أي اعتراض على العمل الذي يقوم به، وأنه لا مشكلة لديه أبدا مع التفتيش بل بالعكس "أنا من طلب لجنة تحقيق على أن تكون من جهة حيادية، رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية، لأن الوزارة بوصفها طرفا في الصراع، لا يمكن أن تكون حيادية أبدا". وأوضح الزاوي بأن تومي لم تنصب إلى اليوم المجلس التوجيهي للمكتبة بعد إقدامها على حل المجلس السابق. * وكشف المتحدث بأنه سبق وأن كلم الوزيرة في هذا الشأن، ووعدته بتنصيب المجلس مباشرة بعد انقضاء تظاهرة "عاصمة الثقافة العربية" الأمر الذي لم يحدث إلى اليوم. كما سبق له، يضيف الزاوي، أن اقترح تشكيلة من المثقفين والكتاب في عضوية المجلس المذكور، لكن الوصاية أعطت الغلبة للتركيبة الإدارية. ورغم ذلك لم ينصب هذا المجلس إلى اليوم. وخلص المتحدث إلى أنه "يصر على لجنة من الرئاسة أو الحكومة ولا مشكلة لديه مع التفتيش". * في سياق آخر، تواصلت ردود الفعل العربية وبيانات التنديد التي تصل يوميا من مثقفين عرب، آخرها البيان الذي أمضاه 28 مثقفا وإعلاميا عربيا من المغرب وتونس والعراق، والموقع باسم منتدى "أنانا" الذي كرم الدكتور المخلوع منذ سنة، وجاء فيه: "على إثر الإقالة التعسفية التي أقدمت عليها وزارة الثقافة الجزائرية للمبدع أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية، وبناء على شكوى رفعتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، احتجاجا على المداخلة التي قدمها الشاعر أدونيس نعلن، نحن الموقعين على هذه العريضة، عن مساندتنا للكاتب المبدع أمين الزاوي". * وأبدى أصحاب البيان "استنكارهم الشديد" لما أسموه "المحاولات الرامية إلى ممارسة الإرهاب الفكري وقمع حريتي التفكير والتعبير". كما أطلق أصحاب البيان موقعا الكترونيا، دعوا عبره كل الكتاب العرب إلى "التصدي لكل محاولات قمعهم وتهميشهم" ومن أجل " ثقافة عربية حرة مبدعة ومناضلة". * يضاف الموقع المذكور، إلى موقع مماثل أطلقته مجموعة من الشخصيات الثقافية والإعلامية وخصص لجميع ما كتب حول ما عرف بمعركة الزاوي وعاصفة أدونيس. وضمت القائمة الأولية للتوقيعات، عدة أسماء منها "مراد العمدوني مدير موقع "أنانا" من تونس، فاطمة معتصم، شاعرة مغربية، فطول جواد فنان ، تشكيلي مغربي، منير مزيد رئيس مؤسسة "أرت جييت" للثقافة، دمّر حبيب شاعر سوري، سامي البدري، شاعر عراقي، أمل القضماني كاتبة من الجولان العربي السوري المحتل، عبدا لكريم أبو الشيح شاعر أردني، أمجد ناصر شاعر وإعلامي أردني مقيم في لندن، زليخة أبوريشة شاعرة وباحثة أردنية. * وفي اتجاه مماثل، كتب الشاعر السوري شرف الدين شكري، مقال مطولا تحت عنوان "إنهم يقتلون الديمقراطية في الجزائر" عاد فيه إلى خلفيات الإقالة التي وصفها ب "الخطيرة في حق الثقافة كمفهوم وفعل حضاري". المقال مطول شرح فيه الكاتب ما أسماه "التراجع الخطير عن الحريات الديمقراطية في الجزائر". كما أصدر"منبر الوطنيين الأحرار" ولجنة حقوق الإنسان في تيزي وزو بيانات تنديد بقرار الإقالة.