ضبط المحتالون بولاية سطيف أمورهم المتعلقة بالغش في التوابل الموجهة للاستهلاك في شهر رمضان، الذي تحول إلى مناسبة لترويج السموم وسط البهارات لتقديم أطباق ملغمة للجزائريين في هذا الشهر الفضيل، المعروف عن ولاية سطيف أنها سوق وطنية للتوابل التي يكثر عليها الطلب في الشهر الفضيل، فهناك تجار كبار مختصون في تسويق البهارات المحلية والمستوردة، لكن بالمقابل هناك محتالون محترفون يترصدون هذا الشهر للترويج لتوابل مغشوشة تستعمل فيها أحدث طرق الاحتيال، فيتم دون تردد خلط البهارات ولوازم مائدة رمضان بمواد بناء سامة لا تخطر على قلب بشر. فمنذ أيام قامت مصالح الأمن لدائرة عين أزال بجنوب ولاية سطيف بحجز 60 قنطارا من مادة الفريك المغشوشة، فتبين من خلال التحريات الأولية أن هذه المادة ممزوجة بملون البلاط الذي يستعمل في البناء، وهي مادة سامة لها تأثير خطير على صحة المستهلك، واتضح أن الأمر يتعلق بمادة القمح الرخيصة الثمن مقارنة مع الفريك، وقد تم تغيير لونها باستعمال هذا الملون الأخضر لمخادعة المستهلك، والبضاعة كانت موجهة للتسويق بالجزائر العاصمة، أين اعتاد العاصميون على استهلاك الفريك السطايفي واستعماله في تحضير شربة رمضان. والعملية ليست جديدة، حيث تم العثور على كميات هائلة من التوابل المغشوشة، كما هو الحال مع الفلفل الأحمر الذي تبين أنه عبارة عن خليط ممزوج بالآجر الذي يتم طحنه وتحويله إلى حبيبات دقيقة، حيث يقوم محترفو الاحتيال بجمع بقايا الآجر والقرميد من ورشات البناء وبعد طحنها تمزج بكمية من الفلفل الأحمر وتعرض للتسويق على نطاق واسع، كما تم اكتشاف كميات أخرى من الفلفل الأحمر ممزوجة بملون يستعمل في تلوين البلاط باللون الأحمر، وهي مادة سامة تشكل خطرا على حياة المستهلك، وأما الفلفل الأسود فيمزج بنوى الزيتون التي يتم طحنها وتستعمل لزيادة وزن هذه المادة المصنفة من التوابل الغالية الثمن حيث يفوق سعر القنطار الواحد منها 10 مليون سنتيم.