قبل أيام قليلة احتفلت قبيلة بدوية في شمال فلسطين بفوز أوباما، وقدم المحتفلون للمهنئين الحلويات والبقلاوة وذلك في احتفالية مثيرة.. يقول شيخ القبيلة أن هناك أواصر نسب وقربى بين قبيلته في فلسطين وقبيلة أوباما، وان النسب يصل إلى جدة أوباما لأبيه.. ويجهز وجهاء القبيلة أمرهم للقيام بزيارة البيت الأبيض لتأدية واجب التهنئة بفوز ابنهم أوباما بموقع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. * الخبر نشرته الصحف العبرية مع بداية الأسبوع الحالي وهو يشير إلى عدة مسائل غاية في الأهمية.. أكثرها خطورة تصوير العقل العربي انه عقل بدائي تخيلي مسكون بالأوهام وغير منطقي.. وهي إشارة إلى كيفية تعامل العرب الساذجة مع الأحداث السياسية الكبيرة والتحولات التي تحتاج جهودا علمية مكثفة. * أوباما الآن رئيس للولايات المتحدةالأمريكية هذا صحيح.. وأوباما من أصل افريقي وأب مسلم وجدته لأبيه لاتزال بإفريقيا هذا صحيح.. لكن أوباما ايضا ابن الحضارة الغربية ثقافة وسلوكا وبيئة.. أوباما ابن النظام الرأسمالي والروح الأمريكية الشوفينية.. وأوباما ايضا يحمل على كتفيه هموم الاقتصاد الأمريكي والاستراتيجيات الأمريكية التي تحافظ على تفرد امريكا في العالم. * موقف حكام العرب ليس افضل حالا من موقف شيخ القبيلة البدوية في شمال فلسطين.. فهم في حالة من الانشراح والإنبساط بالغة لاسيما تلك الدول التي كانت تحس بحد السكين على رقبة حكامها.. ولقد غالى البعض في تصوير همسات أوباما وكلماته، فلقد تناقل السياسيون الفلسطينيون كلاما مسيلا للعاب.. فقد قال قائلهم ان أوباما اخبرهم ان الإسرائيليين مجانين اذا لم يوافقوا على المبادرة العربية.. بل صرح بعض المسؤولين الفلسطينيين ان أوباما أسر لهم ان القدسالشرقية ستكون خالصة مخلصة للفلسطينيين.. الأمر لا يتوقف عند حد جماعة التسوية، بل وصل الى خنادق الممانعة، حيث صرح مستشار سياسي كبير في خط الممانعة انهم التقوا سرا بمستشارين للرئيس أوباما. * وهكذا نبدو كحالة تثير الضحك والاستهزاء من قبل كل من أعمل عقله ولو قليلا حول كيفية ادارة العلاقات والبحث عن المصالح، وهكذا يغمض الصهاينة عينا ويفتحون عينا ويمدون لسانهم استهزاء وضحكا علينا.. وتطمئن المؤسسات الشريرة لخمولنا العقلي والعملي، فيما تفعل هي فعلها في واقع الحياة. * ان هناك فرصا عديدة أمام المسؤولين العرب، ولكنهم سيضيعونها كما أضاعوا غيرها سابقا.. ولكن الأسوأ تماما انهم لا يلتفتون الى تغير الأحوال والظروف والملابسات.. هم سيظلون على خدر أوباما، فيما نفطهم تنهار أسعاره ومواردهم الغذائية تنضب ومصانعهم تحول الى خردة وسكراب. * لقد آن الأوان ان نتحرر من العقلية السطحية ولنرتقي على سلم النهضة خطوة أولى وهي الوعي والادارك.