الآن فقط تأكدنا أن الذين انتقدوا منتظر الزيدي بسبب قذفه الرئيس الأمريكي بحذائه كانوا على حق، لأن الرئيس الأمريكي الذي سيودّع البيت الأبيض لم يتورط أبدا في إذلال شعبه * والحروب العالمية التي أشعلها في أفغانستان وفي العراق كانت لأجل عيون شعبه، فالرجل وقف في وجه إعصار كاترينا وأخواتها ووقف في وجه ارتفاع أسعار النفط وشغل الناس بأنفلونزا الطيور وبالأزمة الاقتصادية وبحربه على الإرهاب من أجل أن تعيش الأمة الأمريكية سالمة وثرية.. * فلماذا نصفعه بالحذاء وهو لم يغلق أبدا معبر رفع ولم يؤجج الفتنة ما بين شيعة العراق وسنتها، ولم يطلب من الفضائيات العربية أن تقدم كليبات نانسي عجرم وإليسا في لهيب غزة... ألم نقل لكم أن الحذاء أخطأ هدفه، فالوجه الذي تمنينا جميعا أن يصفعه حذاء الزيدي لن نراه مستقبلا، وسنعيش سنوات أخرى مع الوجوه المتورطة في مآسينا والتي من المفروض أن يوجه لها حذاء الزيدي وكل الأحذية الرثة للشعوب العربية. ما يحدث في غزة قلب المعادلة رأسا على عقب، فإسرائيل ليست وحدها المتورطة في دمائنا، وإسرائيل ليست وحدها المتورطة في تدنيس مقدساتنا وإذلالنا، فمنذ بن غوريون إلى ليفني ومنذ كارتر إلى أوباما، تعدد الرجال والنساء وبقي ذلنا واحدا.. أليس من المفروض أن نصفع وجوهنا بأحذيتنا، لأننا تعلمنا أن نعيب زماننا والعيب دائما فينا.. وما لزماننا عيب سوانا. * عفوا.. ربما الزيدي كان على حق، لأنه قذف بوش بحذائه ولم يجد أحقر من الحذاء ليقذف به وجوه حكام العرب.. وحتى بعض من شعوبها!!