انتقدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الاحتلال الإسرائيلي وأساليبه في العدوان على غزة، وطالبته بالتوقف عن استخدام الفسفور الأبيض في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة في القطاع، حيث حذرت من تأثيرات الفسفور الأبيض المدمرة على الأشخاص والمباني والمناطق الزراعية. * وقالت "هيومان رايتس ووتش" في تقريرها إن باحثين تابعين لها لاحظوا يومي 9 و10 جانفي الجاري العديد من قذائف الفسفور الأبيض التي أطلقتها المدفعية الإسرائيلية على مدينة غزة ومخيم جباليا في قطاع غزة، واعتبرت أن استخدام الفسفور الأبيض في المناطق السكانية يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، لما له من تأثيرات خطيرة على الأشخاص والمزروعات والمباني في المناطق السكنية. * وقال مارك غارلاسكو، المحلل العسكري بمنظمة هيومان رايتس ووتش، إن "الفسفور الأبيض يمكن أن يحرق المنازل ويتسبب في حروق رهيبة عندما يلامس الجلد، وينبغي على إسرائيل عدم استخدامه في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة في غزة". وفي السياق ذاته، أدانت منظمة حقوقية أمريكية كبيرة ما وصفته ب"جرائم الحرب الإسرائيلية" ضد المدنيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن أرقام الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين تكذب الادعاء الإسرائيلي بأن العملية العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن النفس. * وأدان مركز الحقوق الدستورية، وهو من أكبر المنظمات الحقوقية الأمريكية، ما وصفه بالمجزرة والفظائع الجارية في قطاع غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. كما أدان المركز ما وصفه ب"جرائم الحرب الإسرائيلية" ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، مشيرا بشكل خاص إلى القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 40 فلسطينيا وإصابة أكثر من 50 آخرين. * وقال المركز: "إن مدى وطبيعة العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة يُظهر أن هدفها لا يمكن وصفه بشكل دقيق باعتباره "دفاعا عن النفس"، كما أن تأثيرها على السكان المدنيين في غزة خطير للغاية". واعتبر المركز أن مجرد أرقام القتلى الفلسطينيين أكثر من 800 في مقابل 10 إسرائيليين فقط تُكذب الادعاء بأن العملية تمثل دفاعا عن النفس. وقالت إن العدوان الإسرائيلي يتضمن العديد من الانتهاكات للقانون الدولي، ومن بينها القصف العنيف للمناطق السكنية المزدحمة، دون تفرقة بين الأهداف المدنية والعسكرية. كما قال المركز إن مبدأ التناسب لا يتوافق مع قيام قوات الاحتلال بقصف المدارس والمساجد والملاجئ والمنازل في معسكرات اللاجئين، ومؤسسات المجتمع المدني والمباني الحكومية وغيرها. * وأشار المركز بشكل خاص إلى أن حصيلة الضحايا المدنيين بين الفلسطينيين، والتي بلغت 50 بالمائة، تشير أن إسرائيل تقوم بعقاب جماعي للفلسطينيين.