عبد الرحمان سعيدي رفقة أبو جرة سلطاني خرج النائب الأول لرئيس حركة مجتمع السلم عبد الرحمان سعيدي عن صمته، ورد بوضوح على بعض الشائعات المروجة قبيل المؤتمر الذي سينطلق هذا الثلاثاء، خاصة فيما يتعلق بتقييم عهدة منافسه في المؤتمر الثالث رئيس الحركة الحالي أبوجرة سلطاني، مؤكدا أن الحركة لم تنحرف أبدا عن نهجها أو خطها السياسي. وقال إن الحديث عن انحراف الحركة مجرد مزاعم وتهويل، في حين قال صراحة إنه يرفض إثقال كاهل الحركة بهياكل جديدة، مشيرا إلى أنها حركة وجدت لتكون ملكا للمجتمع الجزائري بأكمله، وليست ميراثا لأي كان حتى ولو كانت جماعة المؤسسين. وقال الشيخ عبد الرحمان سعيدي في اتصال "للشروق اليومي" به إن الترويج لما سمي بانحراف الحركة خلال العهدة التي فوض فيها سلطاني برئاستها، ما هو إلا ضرب للأسس التي أقيمت عليها الحركة ومسارها ومنهجها الذي وجدت لأجله، وإن أشار إلى أن الأمر لا يعدو بعض الأخطاء في التسيير والاختلالات في التنفيذ، لكنه أكد أنه كان يتوجب على مجلس الشورى كهيئة سيدة بين مؤتمرين تقويمها ووقفها بحكم صلاحياته، وإن اعتبر أن هياكل الحركة بحاجة إلى توسيع صلاحيات أو مدها بآليات تفعل أدوارها في الرقابة، فقد قال صراحة الحركة ليست بحاجة لأن تثقل كاهلها بهياكل جديدة، في إشارة واضحة إلى مساعي جناح المترشح عبد المجيد مناصرة الرامي إلى تفعيل هيئة المؤسسين بدعوى أنها همشت في عهد سلطاني، على الرغم من أن العارفين بخبايا حركة مجتمع السلم يؤكدون أن أول من همش هيئة المؤسسين هو الراحل نحناح الذي فضل عليهم الإطارات الشابة. من جهة أخرى، قال سعيدي إن الحركة ليست إرثا لأحد، وأن الشيخ محفوظ نحناح لما أسسها أرادها أن تكون للجزائر خاصة وللأمة الإسلامية قاطبة، واستشهد في هذا المقام بمقولة الفقيد نحناح: "لو خيرت بين الحركة والجزائر لاخترت الجزائر". ودافع سعيدي بقوة على سيادة المؤتمرين خلال المؤتمر القادم، مؤكدا أنهم أسياد وخياراتهم ستحترم، ولا يجوز لأي هيئة مهما كان موقعها أن تسطو على إرادتهم حتى ولو كانت مجلس الشورى، الذي تنتهي سيادته بسيادة المؤتمر، على حد تعبيره. لكن المثير في تصريح عبد الرحمان سعيدي للشروق هو تعبيره عن غضبه من التسريبات التي تتحدث عن سيناريو فوضى يهدد المؤتمر القادم، حيث صرح أحد المؤسسين بأن أبوجرة الذي يعتبر عبد الرحمان سعيدي داعما له، والقيادات التي تدعم الرئيس الحالي للظفر بعهدة ثانية، تعمل على الإطاحة بمكتب تسيير أشغال المؤتمر ومن ثم جر المؤتمر للفوضى، ما اعتبره سعيدي بمثابة حرب استباقية المقصود منها تخويف المؤتمرين وترويعهم وزرع القلق بينهم، وقال إن المؤتمرين أسياد وسبق وأن أطاحوا بمكتب المؤتمر في حضرة الفقيد نحناح في مؤتمر 98. موضحا أن ما أفضى إليه مجلس الشورى في آخر دورة له لا يعدو سوى أن يكون مشاريع مقترحات قوانين للمؤتمر الحق في أن يباركها، كما يتمتع بحق إسقاطها، ولا يجوز أن نحجر على إرادة من يحق له أن يقول كلمته مرة واحدة طيلة خمس سنوات كاملة، في تقويم وإصلاح الحركة، وذلك في إشارة واضحة إلى أن خطة تخويف المؤتمرين الهدف منها هو منعهم من الانخراط في أي مبادرة، حتى ولو كانت من صميم صلاحياتهم. وحتى وإن رفض سعيدي الاستفاضة في هذا الموضوع، إلا أن مصادر من داخل الحركة تساءلت عن سر هذه الحرب الاستباقية التي تتحدث عن عنف منتظر سيخيم على أشغال المؤتمر، ومن الذي يروج لهذه الشائعات التي أثارت استياء لدى المناضلين الذين استنكروا محاولة إدارة الصراع بهذا الشكل.