محمد روراوة لايزال الغموض يكتنف موقف الرئيس السابق للإتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، من الانتخابات القادمة للفاف، في الوقت الذي ترشحه كل الأطراف لدخولها من موقع قوة، سيما وأن الكثير من الفاعلين في المحيط الكروي الجزائري ما انفكوا يطالبونه بالعودة إلى سدة الحكم في مبنى دالي ابراهيم، أربع سنوات بعد أن غادره. * غير أن مصدرا مقربا من روراوة أسر بأن هذا الأخيرلايزال مترددا بخصوص تقديمه ملف ترشحه، بالرغم من كل الضغوط التي يتلقاها من هنا وهناك لاستلام مقاليد الكرة الجزائرية مجددا.. ويخطئ من يظن بأن الالتزامات الكثيرة للرجل في مختلف الهيئات الدولية، القارية والإقليمية، التي ينتمي إليها، هي التي تعرقل دخوله رهان الانتخابات، لكن الدافع الرئيسي وراء هذا التردد الكبير ليس غير واقع الكرة الجزائرية الذي يندى له الجبين. * ولعل روراوة نفسه ليس بحاجة إلى نصح في هذا المجال حتى من أقرب مقربيه؛ لأن تجربته السابقة على رأس الهيئة الكروية المحلية تجعله على معرفة كافية وشاملة بمشاكل الرياضة الأكثر شعبية ومتاعبها. * ويكفي التذكير بأن روراوة كان أول رئيس اتحادية في الجزائر ينجح في دفع الحكومة لعقد اجتماع ضم عددا من الوزراء للنظر في أمور الكرة الجزائرية وسبل النهوض بها في إطار الإصلاحات التي طالما نادى بها، غير أنه وبالرغم من هذه الخطوة الجريئة، فإن الأمور سرعان ما راوحت مكانها، وبقيت التوصيات التي خرج بها الاجتماع الوزاري "التاريخي" حبرا على ورق. * * إجبارية دخول الاحتراف في 2011 عائق آخر * كل ذلك يدفع روراوة ليفكر ألف مرة قبل أن يفصل في قراره، بالرغم من أن المراقبين متأكدون من أن الطريق مفروش بالورود لاستخلاف حميد حداج الذي قرأ الكثير إعلانه الأخير بعدم الترشح لعهدة ثانية بأنه إشارة واضحة لدخول صديقه المعترك الانتخابي. * لكنه وفي ظل الوضع الحالي للكرة الجزائرية، فإن روراوة، واستنادا إلى مصدرنا دائما، بحاجة إلى ضمانات من أعلى السلطات لاستلام المسؤولية مجددا، علما وأنه متيقن بأن الأمور لم تتغير كثيرا في الوسط الكروي الجزائري، بل أن العبء سيكون كبيرا عليه في حالة موافقته على الترشح، علما وأن تعليمات "الفيفا" تجبر الأندية على دخول عالم الاحتراف بداية من 2011، ما يعني أن الأندية الجزائرية مطالبة بمسايرة الركب إذا ما أرادت مواصلة الظهور على الساحة الدولية، وفي هذه الحالة فإن مسؤولية المكتب الفدرالي الجديد بقيادة رئيسه كبيرة في إعداد إرهاصات المرور إلى النمط الجديد المطلوب من طرف الهيئة الكروية العالمية، وهو أمر ليس بالهين بالنظر إلى غياب الشروط الأساسية لدخول ميدان الاحتراف، وفي مقدمتها غياب وسائل العمل، من ملاعب وهياكل أخرى، تكون مصدرا للتمويل الذاتي للأندية. * هي إذن ملفات ثقيلة تزيد من تردد روراوة في الاستجابة لمطالب الداعين لدخوله الانتخابات، ما يؤشر بأن الرجل سيبقي على "السوسبانس" إلى غاية اللحظات الأخيرة التي تسبق الآجال القانونية لغلق قائمة الترشيحات، مع التذكير بأن الجمعية العامة العادية للهيئة الفدرالية الجزائرية مقررة ليوم 28 جانفي الجاري.