في تصريحاته للشروق أكد وزير الإعلام الكويتي السابق "ناصر السنعوسي" أن قمة الكويت الاقتصادية لن تكون مسرحا للتآمر على دماء الفلسطينيين أو ساحة لتعميق الانقسام العربي، بل ستكون - حسبه - قمة تاريخية تتذكرها الأجيال * قائلا: "القمة الاقتصادية التي ستمارس فعالياتها الأحد والاثنين بالكويت لن تكون مجرد قمة عادية، ولن تكون مسرحا للعبث بدماء شهداء غزة أو وسيلة للإمعان في تمزيق الصف العربي، وستذكر الأجيال القادمة هذه القمة بالفخر والاعتزاز"، وأضاف السنعوسي: "بلا شك أن القمة ستعمل جاهدة على إعادة اعمار غزة وتعويض أسر الضحايا والشهداء، لكني أخشى أن ينطلي المفهوم الاقتصادي لهذه القمة على قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومن المرعب أن نتخيل مجرد تخيل اجتماع القادة ليدخلوا في منافسة أو مزاد للتبرعات والمزايدة على حساب دماء الشهداء، فالمال أقل ما يقدم للفلسطينيين، لكن الأهم لهذا الشعب والشعوب العربية كافة هو إعادة كرامتنا المهدرة والانتقام ممن أسالوا دماء الأطفال بدم بارد"، ويواصل السنعوسي: "لا يوجد زعيم عربي واحد بعد هذه الأزمة إلا ويشعر أن إسرائيل وأمريكا قد صفعتاه، حتى أولئك الذين تربطهم علاقات متينة بتل أبيب وواشنطن لم يسلموا من الإهانة، وقد يكون هذا مبررا كافيا لتوحد رؤى القادة العرب فيما يتعلق بمصيرهم ومصير القضية الفلسطينية، وان كان مثل هذا التوحد جاء متأخرا كثيرا، إلا أن الوقت لم يخن العرب بعد، ولاتزال الفرص قائمة لاسترجاع ما افتقدناه خلال العقود الماضية". * السنعوسي الشهير بمواقفه العربية والقومية وآرائه الصادمة للمحيط والظروف العربية المؤسفة، أكد أنه لا يتحدث بنبرة تفاؤلية وإنما منطقية، قائلا: "الشعوب العربية تعيش حاليا حالة من الغضب واليأس من قادتها قبل أعدائها، وأثبتت هذه الأزمة أن الشعوب كافة تسير في واد، والقادة تائهون، كل منهم في واد، أما الآن أشعر أن القادة يقتربون من نقطة الالتقاء بشعوبهم بعد أن أثبتت لهم الأحداث أن حلفاءهم الأقوياء يزجون بهم إلى محرقة ويتعمدون إذلالهم أمام شعوبهم والعالم"، ويضيف السنعوسي: "لا شك أن الحكام العرب بلا استثناء متأكدين الآن أن رهانهم كان خاسرا، وأنه لا سبيل لخروجهم من المأزق إلا بالاحتماء بشعوبهم، وهو ما كنا ننشده منذ أمد، وشاءت الظروف أن تكون قمة الكويت المكان لتجسيد هذه الأمنية حتى وإن كانت قمة اقتصادية وليست قمة سياسية".