حاكم موريتانيا يلعب ورقة الممانعة تعيش الساحة السياسية في موريتانيا جدلا واسعا بسبب المواجهة المفتوحة بين السفارة الفلسطينية في نواقشوط والتيار الإسلامي قبل أن تنتقل المواجهة الإعلامية إلى طور جديد بعد هجوم عنيف شنه القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية على المجلس العسكرى الحاكم في موريتانيا بعد مشاركة رئيس المجلس الجنرال محمد ولد عبد العزيز في قمة الدوحة والقرار الذي أتخذته موريتانيا بتجميد علاقاتها السياسية مع "إسرائيل". * السفارة الفلسطينية بنواقشوط، اتهمت "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" وأمينه العام محمد غلام ولد الحاج الشيخ بالعبث بالقضية الفلسطينية، والعمل على إضعاف الجهود الشعبية في موريتانيا المناصرة للقضية الفلسطينية، من خلال تحويل مظاهرات التنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، إلى تصفية حسابات سياسية موريتانية داخلية، والاعتداء على قوات الأمن الموريتانية، وهو ما أعتبره مقربون من التيار الإسلامي محاولة للوقيعة بين السلطات العسكرية في نواقشوط والتيار الإسلامى واستغلال تلويح وزير الداخلية الموريتانى بقمع مثيري الشعب لتصفية حسابات مع الحركة الإسلامية التي رفضت الرد على هجوم السفارة. وقال أحد قيادييها البارزين "هل تريد سفارة فلسطين منا أن "نؤبن" أحمد أقريع أو نبكي ياسر عبد ربه أو أن نتضامن مع عباس؟". * غير أن المواجهة بين فريق "عباس" والتيار الإسلامى انتقلت إلى الحكومة بعد التصريحات التى هاجم فيها ياسر عبد ربه المجلس العسكرى الحاكم اثر تجميد العلاقات الموريتانية العبرية، وجاء الرد من الناطق باسم الخارجية على صفحات "الشعب" الرسمية الصادر الإثنين وبشكل قاسي على عباس ورفاقه. * السفير الموريتاني والناطق باسم الخارجية السيد باباه سيدي عبد الله في مقال نشره أمس في صحيفة الشعب الرسمية ردا على السخرية التى أطلقها القائد الفلسطيني بعد قمة الدوحة من النظام القائم في موريتانيا. خاطب ياسر عبد ربه بالقول: "أقول لك إن الحاكم العسكرى الذي ورث العلاقات مع إسرائيل ولم ينشئها، كان أول من تلا الفاتحة في مشهد مهيب ترحما على أرواح شهداء فلسطين، بينما كان بعض من يتقاسمون معهم نفس الأرض منشغلين بشيء آخر!!!". * وأضاف: "وهذا الحاكم العسكرى، يا أخي هو من قرر - علنا في رابعة النهار- تجميد علاقات بلاده مع إسرائيل، بمنطق السيادة والتضامن والوعي القومي، لا بمنطق الإملاء والتخبط السياسي والتواطؤ وخشية الذبح من الوريد إلى الوريد!!. * وعن سخرية ياسر عبد ربه من وصول الجنرال محمد ولد عبد العزيز عن طريق إنقلاب عسكري إلى السلطة، رد عليه السفير الموريتاني باباه عبد الله بالقول: "أما حديثك، يا أخي ياسر، عن الإنقلابات فلا أريد الخوض فيه حتى لا أنكأ الجرح الفلسطيني المؤلم، فالمرحلة مرحلة تضميد للجراح ولم للشمل الفلسطيني. أما من انقلب على من؟ فذلك سؤال تستطيع الإجابة عليه دون أن تبرح مكانك وقبل أن يرتد إليك طرفك". *