ينطلق اليوم، بالقاعة البيضاوية، لمركب محمد بوضياف بالعاصمة، المؤتمر الرابع لحركة مجتمع السلم، بمشاركة حوالي 1400 مندوب، وذلك وسط تجاذبات حادة بين تياري الحركة المتنافسين اللذذن توصلا إلى وفاق حول اللجنة المسؤولة عن التنظيم، في الوقت الذي أجل الصراع على مكتب المؤتمر إلى الجلسات المغلقة للحسم فيه من قبل المندوبين. أكد الاثنين، محمد جمعة، الناطق الرسمي للحركة أن النزاع الذي كان قائما حول التنظيم قد تم حله بطريقة توافقية، حيث اعتمد الطرفان لجنة مشتركة من خمسة أعضاء تجنبا لإثارة التوترات مع انطلاق الأشغال، حيث ستعرف الجلسة الافتتاحية مشاركة واسعة رسمية وحزبية، إلى جانب ضيوف من المجتمع المدني، وكذا ضيوف من حركات إسلامية وقومية من خارج الوطن، وتنطلق الأشغال، حسب ذات المصدر بكلمة لرئيس لجنة تحضير المؤتمر نصر الدين سالم شريف ثم كلمة رئيس الحركة أبوجرة سلطاني، قبل مواصلة الأشغال في جلسات مغلقة.وتوقع جمعة أن تكون محطة عرض مكتب المؤتمر الذي انتخبه مجلس الشورى في دورته الأخيرة صعبة جدا من منطلق أن التيار الموالي لسلطاني جمع توقيعات لإسقاط المكتب المحسوب على جناح عبد المجيد مناصرة. ويضيف ذات المتحدث ل "الشروق" أن إسقاط تشكيلة محمد الصالح محجوبي ليست بدعة جديدة من منطلق أن هناك تجربة سابقة في الحركة بعد أن أسقط المندوبون مكتب المؤتمر عام 1998، مشيرا إلى أنه حل لتجاوز النزاع "إذا كانت لديهم الأغلبية نسلم وإذا لم يزك المكتب نمشي إلى انتخاب مكتب آخر"، وإذا كان جمعة يعتبر جمع التوقيعات سنة سنها أعضاء لجنة التحضير في السابق لتمرير التعديلات في المجلس الشوري، ليستشهد بالحديث النبوي "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة". ويرد سالم شريف على ذلك بأن المادة 130 تسمح له كعضو بالمجلس الشوري بجمع التوقيعات عكس ما فعله مقري ومغارية من جمع للتوقيعات خارج الأطر القانونية.من جهته، عضو لجنة التحضير وكذا مكتب المؤتمر، لخضر رابحي، يرى أن التوقيعات التي تم جمعها لا تعني المؤتمرين، لأنها ليس لها غطاء قانوني وأن التصويت يكون برفع الأيدي فقط، مشيرا إلى أن إسقاط مكتب المؤتمر مستبعد، كون دوره تقني ولا يعني المؤتمرين، فضلا عن أن النظام الداخلي للمؤتمر المصادق عليه في المجلس الشوري لا يحدد البديل، وبالتالي، فسقوطه يعني العودة مجددا إلى المجلس، وحتى في حال انتخاب المكتب في المؤتمر، فإن العملية ستستهلك أيام المؤتمر كلها.أما رئيس المكتب محمد الصالح محجوبي، فيرى في تصريح للشروق، انه لا يرى مبررا لإسقاط هذا المكتب الذي انتخبته هيئة سيدة في الحركة، وبالتالي فعدم تزكيته يستدعي اجتماعا آخر للمجلس، مشيرا إلى أن دور المكتب تقني ولا جدوى من إثارة هذا النزاع "أنا لم أرغب في هذه المسؤولية وسأعمل بعدل في تسيير الجلسات وسيأخذ كل طرف حقه في المؤتمر".