ميشال هيدالغو متشائم بشان تأهل الخضر خص المدرب الفرنسي القدير ميشال هيدالغو "الشروق" بحوار خاص على هامش زيارته الأخيرة إلى الجزائر، لم يتردد خلاله بالدعوة لثورة كروية في الجزائر، مبديا تحفظه بخصوص حظوظ المنتخب الجزائري في التأهل إلى المونديال القادم. * * "أنتم بحاجة إلى ثورة كروية مثلما فعلناه في فرنسا في 1973" * * أنت الآن ضيف على سوناطراك (الحوار أجري يوم الأربعاء المنصرم)، هل لنا أن نعرف بالتدقيق موضوع هذه الزيارة؟ * في الحقيقية، أتشرف كثيرا بهذه الدعوة، وكما تعلمون، فإنني جاهز دائما لزيارة الجزائر في كل مرة يكون فيها أهلها بحاجة إلي، حيث أعتز بصداقتي للجزائريين، كما أنني أحب كثيرا هذا البلد، فعلى الأقل كانت الفرصة مواتية لي للاستمتاع بأشعة الشمس التي اشتقنا إليها في فرنسا منذ عدة أشهر (يضحك)، دون أن أنسى حرارة الشعب الجزائري المضياف. * * لم تحدثنا بعد عن تفاصيل لقاءاتك مع المسؤولين في سوناطراك؟ * أظن أن تواجدي هنا مع مدربي المدارس الكروية لسوناطراك كاف للتدليل بأنني في الجزائر من أجل موضوع واحد، هو المدارس الكروية.. فعندما اتصل بي المشرفون على هذا المشروع، وفي مقدمتهم محمد جواد، سعدت كثيرا بالدعوة، خصوصا وأن الملف هام جدا ويستحق كل التشجيع مني؛ لأن التكوين مبدأ هام في كرة القدم، وهو مفتاح النجاح في هذه الرياضة، علما وأن الجزائر تعاني كثيرا في هذا الميدان، مثلما تعكسه النتائج فوق الميدان.. أظن إذن بأن الخطوة التي قامت بها سوناطراك مؤشر إيجابي للخروج من هذا النفق في السنوات القليلة القادمة. * * ما الذي تحتفظ به كملاحظات أولية من هذه التجربة؟ * في الواقع، لا يمكنني الحكم على هذه التجربة؛ لأنني هنا منذ فترة بسيطة جدا، لكن على ضوء الحديث الذي جرى بيني وبين المشرفين على المشروع، فإن التجربة فريدة من نوعها، حيث لم يسبق لي وأن صادفت مثل هذه التجربة في أي بلد في العالم، وليس من السهل جمع 20 ألف طفل عبر كامل البلاد.. ولعل الذي يزيد في إعجابي بهذه التجربة، هو أنها موجهة لفئة خاصة من الأطفال، عمرها ما بين 7 و13 عاما، وهي سابقة من نوعها في ميدان التكوين، باعتبار أن المدارس الكروية تخص اللاعبين ما فوق 13 عاما، ما يعني أن المسؤولين في سوناطراك بصدد ابتكار طريقة جديدة في التكوين لا أعرفها شخصيا، ولكن الذين تحدثت إليهم من أصحاب المشروع أقنعوني بجدوى الاعتماد على مرحلة جديدة هي مرحلة ما قبل التكوين، مثلما هو معمول به في ميدان التربية والتعليم، وأظن أنني استفدت من شيء جديد في هذا الميدان، بعدما أقنعني جواد والمسؤولون الآخرون في سوناطراك بمبرراتهم في هذا المجال. * * كان لك لقاء مع وزير الطاقة والمناجم ساعات بعد وصولك إلى الجزائر، نتصور بأنك تلقيت عرضا من طرفه بخصوص المساهمة في إنجاح المدارس الكروية لسوناطراك... * في الحقيقة لم أتلق أي عرض رسمي في هذا الموضوع، وكل ما في الأمر أننا تجاذبنا أطراف الحديث بخصوص هذه العملية، وتعرفت بالمناسبة على نوايا المسؤولين في الجزائر بإعادة الاعتبار إلى الكرة الجزائرية، وهو ما يبشر بالخير مستقبلا، سيما وأن المبادرة من طرف أكبر شركة في الجزائر، ما يعزز من حظوظ نجاحها. * * هل تريد أن تقول أنك لم توقع على أي عقد مع سوناطراك؟ * مثلما قلت لكم منذ قليل، فإنني لم أتلق أي عرض رسمي في هذا الشأن، ولكنني أريد أن أؤكد لكم بأنني لست بحاجة لترسيم علاقتي مع سوناطراك أو أية هيئة أخرى في الجزائر تسعى لتطوير الكرة الجزائرية، حيث أعتبر نفسي مناضلا في أي مشروع من شأنه أن يصحح مسار الكرة الجزائرية ويسمح لها بالتألق من جديد. * * كلامك يجرنا للعودة للتجربة التي كانت لك منذ بضع سنوات مع أعلى المسؤولين في البلاد، وفي مقدمتهم الرئيس بوتقليقة نفسه، ولكن لم نفهم لماذا بقي المشروع حبرا على ورق.. هل من توضيحات اليوم في هذا الشأن؟ * لقد تشرفت كثيرا عندما طلب مني الرئيس الجزائري نفسه تحضير مشروع مستقبلي للنهوض بالكرة الجزائرية، وكان حماسي كبيرا لمد يد المساعدة، غير أن الأمور لم تسر على النحو الذي كان مبرمجا له. * * ما هو السبب في رأيك؟ * صراحة لا أدري ما الذي حدث بالضبط، حيث كان لي موعد هام مع الرئيس بوتفليقة لوضع حجر الأساس للمشروع الجديد، غير أنه ولسوء الحظ اضطر الرئيس للسفر إلى الخارج من أجل العلاج، أو هكذا أفهمتني مصالحه، ومنذ ذلك الوقت لم أتلق أي اتصال من الرسميين في الجزائر، وهو ما تأسفت له كثيرا، باعتبار أن إرادتي كانت كبيرة في مساعدة الكرة الجزائرية. لا أدعي بأنني أعرف كل شيء، ولكن بحكم تجربتي مع جورج بولون في بعث مدارس التكوين في فرنسا عام 1973، وهي المدارس التي كانت وراء الثورة الكروية الفرنسية التي أثمرت بكأس أوروبا عام 1984 وكأس العالم في 1998.. ولعلمكم، فإن نجوم المنتخب الفرنسي الحالي، على غرار تييري هنري، أنيلكا وتريزيغي، بدأوا معنا في مراكز التكوين الأولى التي أنشأناها بفرنسا، ما يؤكد جدية العمل الذي قمنا به في هذا الميدان، والذي يمكن أن يكون نموذجا يتوجب الاقتداء به. * * هل تعتقد بأن الكرة الجزائرية قادرة على العودة إلى الواجهة؟ * لا شيء مستحيل، باعتبار أن الكرة الجزائرية أنجبت نجوما كبارا من أمثال بلومي وماجر وغيرهما، وعليه فإنها قادرة على إنجاب لاعبين آخرين من هذا الطراز، غير أنه وبالنظر للتراجع الرهيب لمستوى الكرة في الجزائر، فإن الحاجة أصبحت ملحة للقيام بثورة كروية، على غرار ما قمنا به في فرنسا، للعودة إلى الواجهة، وأنا هنا مستعد لمد يد المساعدة. * * لأنك تتابع عن كثب الكرة الجزائرية، هل تعتقد بأن المنتخب الوطني قادر على التأهل إلى المونديال القادم؟ * يجب أن نعترف بأن المهمة ستكون صعبة جدا، باعتبار أن مستوى المنتخب الجزائري تراجع كثيرا منذ عدة سنوات، لكن معرفتي لبعض اللاعبين المحترفين الذين يلعبون في أوروبا، على غرار زياني، الذي أعتبره من بين الأفضل في مرسيليا، يدفعني للمراهنة على منتخبكم، سيما في حالة ما توفرت الإرادة الكبيرة بين اللاعبين، ولو أنني أعود وأؤكد بأن المهمة ستكون صعبة جدا، وأنه يتوجب أولا على الكرة الجزائرية أن تستعيد نفوذها بين منتخبات شمال إفريقيا قبل التفكير في التطلع للتأهل إلى المونديال. *