عبر المدرب ميشال هيدالغو الذي قاد المنتخب الفرنسي إلى أول لقب أوربي عام 1984، عن سعادته لتأهل الجزائر إلى مونديال 2010.. واصفا إنجاز الخرطوم بالتاريخي، لا سيما أنه تحقق في ظروف استثنائية. التقني الفرنسي الذي تحول إلى محلل في عدة قنوات تلفزيونية، قال وهو في قمة السعادة: "فرحتي لا تتصور بعبور الجزائر إلى كأس العالم، فالجزائر لم تتأهل إلى أهم محفل كروي عالمي منذ دورة 1986، وما يزيد في إعجابي الكبير هو نجاح محاربي الصحراء في كسب الرهان بعد تلك الظروف الصعبة التي عاشوها بالقاهرة، وأحيي بالمناسبة المدرب رابح سعدان على نجاحه في هذه المهمة، إذ ليس من السهل أبدا إعادة رفع معنويات اللاعبين عقب كل الذي حدث للفريق في مباراة القاهرة، فمن دون شك أن سعدان قد وجد الكلمات المناسبة لتحضير تشكيلته بسيكولوجيا للمباراة الفاصلة التي جرت بالخرطوم". وأضاف في نفس السياق: " أوجه تحية تقدير أيضا إلى رئيس الفاف السيد روراوة، الذي قال بعد التأهل أن الأمر يتعلق بالعدالة الإلهية، وللاعب كريم زياني الذي أعرفه جيدا وأعرف إمكانياته بحكم أنه سبق له اللعب بأولمبيك مرسيليا، كما أحيي كل الأنصار والشعب الجزائري الذي وقف إلى جانب المنتخب طيلة التصفيات، بالإضافة طبعا إلى رئيس البلد السيد بوتفليقة، الذي قدم كل الدعم المعنوي والمادي للفريق". وأوضح هيدالغو في حوار أدلى به لموقع" أليف"، أن هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل جاد على جميع المستويات، وهو الأمر الذي وقف عليه في كل زيارة كان يقوم بها إلى الجزائر حيث يملك العديد من الأصدقاء، وخص بالذكر رشيد مخلوفي وناصر بويش لاعب شبيبة القبائل السابق. و تابع قائلا : " لقد لاحظت عن قرب التنظيم الإداري الجيد للاتحادية في عهد السيد محمد راوراوة، كما ان المنتخب الوطني بات يسير باحترافية كبيرة حيث تم توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية له للقيام بتحضيرات ذات مستوى عال". وعن رأيه في قرعة كأس أمم إفريقيا التي وضعت الجزائر في المجموعة الأولى، رد هيدالغو متفائلا : "المنتخب الجزائري لن يجد صعوبة كبيرة في التأهل إلى الدور الثاني في هذه المجموعة، كما أنه يعد المرشح أيضا للتتويج باللقب إذ بعدما شاهدته في مباراتي القاهرةوالخرطوم فإن الخضر يملكون كل مواصفات المنتخبات الكبيرة، وبالخصوص القوة الذهنية، إذ كما قلت لكم من قبل وبحكم تجربتي في ميدان كرة القدم، فإنه من الصعب جدا على أي فريق تجاوز كل تلك الظروف الصعبة التي عاشها الفريق الجزائري بالعاصمة المصرية، ومن الصعب استعادة اللاعبين لإمكانياتهم البدنية والمعنوية في ظرف أربعة أيام فقط". وبخصوص المونديال ورأيه في حظوظ المنتخب الوطني، قال ميشال: "أرى أنه قد حان الوقت أن تنافس المنتخبات الإفريقية نظيرتها من الدول الكبرى كرويا كالبرازيل والأرجنتين وإسبانيا. بالنسبة للجزائر، فقد سبق أن ظهرت بوجه جيد خلال مشاركتها في دورتي 1982 و1986، وهي قادرة على إنجاز الأفضل بجنوب إفريقيا، كما أن نيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار وغانا تملك لاعبين كبارا ينشطون ضمن أفضل البطولات الأوروبية، ولكن لا يمكنني الجزم حول المستوى التي بلغته، لأني لم أتابع مبارياتها الأخيرة عن قرب، خلافا للجزائر". و عن مصير مشروع إصلاح الكرة الجزائرية الذي تكلم بشأنه مع رئيس الجمهورية، قال هيدالغو : "حقا التقيت سنة 2005 مع السيد عبد العزيز بوتفليقة حول هذا المشروع، ولكن للأسف كما تعلمون، فإن السيد الرئيس تعرض لوعكة صحية وخضع للعلاج بمستشفى فال دوغراس، وبتالي فإن الاتصالات توقفت.. ولكني لا أخفي عليكم أني جد سعيد أن الكرة الجزائرية عادت إلى الواجهة العالمية وأن الأمور التسييرية تحسنت كثيرا وأنا لا زلت مستعدا للمساهمة بأي شيء ولكني أرى أن الأمور تسير حاليا بصورة جيدة، وهناك رجال جزائريون أكفاء يخدمون الكرة الجزائرية.. وأنا لست من الأشخاص الذين يبحثون عن أخد مكان شخص آخر".