استقبل عشرات الجزائريين رسائل مغرية من زوجة جنرال إفريقي تبحث عن شركاء لتحويل مبالغ مالية بالدولار الأمريكي وكميات ضخمة من الذهب الخالص تتواجد في خزنة خاصة مؤمنة في لندن، وهذا لاستثمارها في شمال إفريقيا، جاء في بداية الرسائل. * وبحسب الرسائل التي استقبلها البعض، تسلمت "الشروق" نسخا عنها فهي نصوص مشابهة بطلتها زوجة جنرال نيجيري قتل في الصراع الأخير لأسباب سياسية، غير أن رسائل الإغراء التي أمضتها زوجة "الجنرال" مرة باسم "مريم أوكاديبو" ومرة أخرى باسم "أمينة أبو بكر" كلها تحمل لغة الإغراء وإسالة لعاب الجزائريين وتحريك غريزة الطمع، خاصة وأن الرقم ضخم يصل إلى 1500 كلغ من الذهب الخالص و7.5 مليون دولار أمريكي!!. * وتؤكد زوجة "الجنرال" المزعوم أن هذه الأموال هربها "الجنرال" المغتال، وقد حاولت السلطات النيجيرية معرفة مكانها، غير أنها رفضت التصريح بتأمين مستقبل أولادها وفضلت "اللجوء السياسي" بإنجلترا وهي اليوم تبحث عن "رجل مسلم أمين وشهم بل وعن بلد مسلم لتدخل استثماراتها بشرط الإبقاء على القضية سرية للغاية". وتقول زوجة "الجنرال" إن "هذه الرسالة سرية، فإن لم تكن مهتما فأسألك بالله أن تنسى الأمر" فيما تمنح رقما هاتفيا بلندن ورقم فاكس وعنوانا بريديا للبدء مباشرة في »التعاون« و»الشراكة« حسب الرسالة؟! * وحسب الذين استلموا رسائل "النصب والاحتيال" أو "السنارات" كما سموها، فقد استغربوا كيف وصلت عناوينهم بشكل مضبوط لهؤلاء الأفارقة الذين يحاولون بكل الطرق النصب عليهم، وهو ما حدث مؤخرا في الشعيبة بتيبازة، حيث وعبر نفس الرسالة تم النصب على أحدهم في مبلغ يصل 46 مليون سنتيم، حيث تفطن الرجل وأبلغ رجال الدرك الذين نصبوا كمينا لإفريقيين كانا وسيطي زوجة "الجنرال" المزعوم!؟ * وحسب أحد المتصلين بعنوان زوجة الجنرال "المرحوم والمزعوم" فقد ظهر عليها النصب والاحتيال من كلامها المعسول والذي لا يذكر سوى لغة الذهب والدولار في عز الأزمة العالمية؟ وأضاف المواطن وهو بطال لا يملك درهما أنه "احتار عندما وصلته الرسالة وبعنوان العائلة وبالاسم واللقب رغم أنه لا يعرف أحدا من إفريقيا، علما أن الرسالة عليها طابع من وهران" قال المسكين. * ولمعرفة الأمر اتصلنا بعنوان السيدة مريم أوكاديبو بلندن وأوهمناها أننا السيدة "ر. ن" التي وصلتها الرسالة "المغرية" وكان أول سؤال لنا لزوجة "الجنرال" من أين لها العنوان الشخصي، فقالت من "دليل الهاتف" لتضيف بلغة فرنسية "حسب صوتك فأنت طيبة وشهمة وسيكون لنا تعاون بخصوص جلب المال والذهب لاستثماره في الجزائر، خاصة وأن قانون الاستثمار يشجع الأفارقة في إطار النيباد" هكذا دخلت مدام "الجنرال" في السياسة، وعندما سألناها كيف اللقاء والبدء في المشاورات لإطلاق المشاريع (المزعومة) وهل ممكن أن نلتقي بها شخصيا، قالت "أنا مطلوبة من النظام النيجيري، وسيدخل أبنائي عندكم ويكون العمل معهم مباشرة" ووعدتنا بالاتصال بعد ثلاثة أيام، وكانت عند وعدها، حيث اتصلت بالرقم واعتذرت عن مجيء أبنائها اليتامى بسبب رفض السلطات منحهم "الفيزا" وقدمت "ضارة" أخرى حيث اقترحت أن يتصل بنا ممثلون عنها يعيشون في الجزائر ليبدأ العمل حسبها أو النصب والإحتيال على الأصول الإفريقية!؟ * للإشارة عرفت عدة ولايات عمليات نصب كبيرة راح ضحيتها جزائريون وأبطالها أفارقة مثلما وقع لأحد المواطنين من تيبازة الذي أوهماه إفريقيان أن يشاركانه في الاستثمار بعد جلب مبالغ مهربة من نيجيريا بعد وفاة والدهم "الجنرال" وقد طلبا منه أن يمدهما بالمال لشراء مادة سحرية تحول الأوراق البيضاء إلى دولار، وقد سلبا منه 150 مليون سنتيم وتركا عنده صندوقا خشبيا مغلقا برمانة مفاتيحها عنده وعندهما »للأمانة« ليكتشف بعد أن بلغ الأمن أن الصندوق به أوراق بيضاء مربعة الشكل؟! * وليس بعيدا ببوفاريك وقع تاجر معروف بأخلاقه ضحية نصب بنفس الطريقة وبنفس الشخصين مثلما وصفهم ل "الشروق" التي رأت صورها لدى الأمن وبمدينة فوكة بتيبازة وقع مواطن ضحية أفارقة أوهموه بالاستثمار بإفريقيا وقد زار معهم البلد وعاد ليطلب منه إرسال مبلغ ضخم بالعملة، مما اضطره إلى رهن المسكن العائلي ليكتشف في النهاية أن القصة ليست الاستثمار في "القهوة" كما قالوا له، بل نصب واحتيال أودى ببيع المسكن العائلي في المزاد وإصابة والده بسكتة قلبية؟! * وبالعودة للرسائل المغرية والثقيلة بالدولار والذهب وبنسبة تتراوح بين 5٪ من المدخول السنوي الصافي و3٪ عن أي تكاليف يؤديها الشخص (الضحية) فهي تتناقض حيث تُكَلِّمُ الرجال حتى وإن وجهت للنساء، كما تؤكد الرسائل على إبقاء الأمر سريا للغاية إن لم يهتم به المعني، وتستحلف الرسالة الضحايا بالله على ذلك؟! * وحسب مصادر أمنية فالاحتيال والنصب الإفريقي في الجزائر كثر ضحاياه في الآونة الأخيرة بعد ظهور ما يشبه »الوكالات المشبوهة« الذي يتواجد أحد عناصرها بدول أوروبا فيما تتواجد العناصر الأخرى بالجزائر في إطار الهجرة السرية، يقول مصدرنا. * وقد دعا رجال قضاء التقتهم "الشروق" عبر عدة محاكم، الجزائريين إلى الوعي وعدم السقوط في شراك هذه العصابات التي تستخدم الطمع ولغة الإغراء المادي والأمثلة كثيرة!؟ *