اكتظت ساحة الحرية غرب العاصمة طهران، أمس الثلاثاء، بجموع كبيرة من الناس بمناسبة الذكرى الثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية بقيادة الخميني. * * *نجاد يعلن استعداد إيران لبدء صفحة جديدة مع أمريكا * وفي هذا الاحتفال الذي حضرته "الشروق اليومي"، تدفق المواطنون من مختلف الأعمار والفئات وكلهم يرفعون لافتات تمجد الثورة ورموزها بينهم الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي ألقى خطابا من فوق منصة قريبة من برج الحرية أعاد فيه التذكير بإنجازات الثورة، وكيف أن الشعب احتضنها، دون أن يفوت الفرصة لتوجيه رسائل سياسية للغرب وعلى الخصوص الإدارة الأمريكيةالجديدة. * وقد كانت الفئات الشبابية حاضرة بقوة في هذه المسيرة الاحتفالية إلى جانب المرأة التي لها حضور قوي في ايران. وسألت "الشروق" صبية لا يتجاوز سنها الحادية عشرة عن سبب مشاركتها في مسيرة ذكرى انتصار الثورة، فأجابت بكل براءة وعفوية بأنها تحب وطنها وتريد أن تثبت للعالم بأن الثورة التي جاء بها الإمام الخميني انتصرت على الظلم والاستبداد الذي كان يمثله نظام الشاه. * وفي خطابه الذي ألقاه أمام الحشود، أشاد الرئيس أحمدي نجاد بالثورة الإسلامية وقال إنها استطاعت تقديم الكثير من الإنجازات للشعب الإيراني ودفعته نحو التقدم، كما حفظت له هويته الوطنية. كما عدّد نجاد إنجازاتها وقال إنها حقت ثورة علمية متسارعة، حيث سجلت أكثر من عشرين ألف اختراع، وأشار بالخصوص إلى ما تحقق في فترته الرئاسية الماضية ومنها إطلاق إيران للقمر الصناعي "ميد" والذي ذكر أن كل أجزائه ومعدات إطلاقه هي من صنع الخبراء الإيرانيين، حيث تمكن هؤلاء من صنع محطات الاتصال الأرضي بالقمر الصناعي ونجحوا في كسر الاحتكار العلمي. وأشار الرئيس الإيراني إلى أن هناك ثماني دول فقط تمتلك تقنية إطلاق الأقمار الصناعية في العالم. * كما أكد نجاد استعداده لفتح صفحه جديدة مع أمريكا والدخول في حوار معها شرط أن تكون إدارة باراك أوباما تريد تغييرا جذريا وفي إطار أسس متكافئة. * ومن جانبه، أكد الأمين العام لحركه الجهاد الإسلامي إبراهيم شلح أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان فاتحة لعصر الانتصارات في فلسطين ولبنان. وشكر شلح دعم الإيرانيينللفلسطينيين وقال "يخوفوننا وتسعى أمريكا ومن خلفها إسرائيل إلى اختراع عدو جديد في المنطقة.. يقولون لنا: إن إيران هي الخطر.. وأنا أقول والله كذبوا والله". * والملاحظ أنه رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على انتصار الثورة الإسلامية في إيران على نظام الشاه، مايزال الإيرانيون يعيشون تلك الثورة ويحفظون مبادئها وأفكارها في ذاكرتهم ووجدانهم. ففي كل شوارع طهران تقابلك صورة الخميني وإلى جواره المرشد الأعلى للثورة الاسلامية. ويفتخر الإيرانيون بكون ثورتهم كانت نموذجا فريدا من نوعه في العالم، لأن الشعب تبناها في الماضي واحتضنها ومايزال يستلهم منها، كما يقول المواطن الإيراني عندما تتحدث إليه بأن هذه الثورة التي انتصرت على الاضطهاد والفساد يعود لها الفضل في التقدم التكنولوجي الكبير الذي وصلت إليه بلادهم اليوم وكان آخرها إطلاق القمر الصناعي الذي أثار مخاوف الغرب. * ابنة الإمام الخميني زهراء التي استضافت الوفد الصحفي الأجنبي الذي يزور طهران عدّدت لنا الإنجازات التي حققتها إيران بفضل ثورة والدها، وركزت على ما قدمه للمرأة الإيرانية، حيث منحها حقوقا كبيرة تتنعم بها إلى اليوم، ولكن السيدة زهراء لم تخف ردا على سؤال ل "الشروق اليومي" مخاوفها من كون الجيل الجديد من الشباب يبتعد شيئا فشيئا عن الثورة ومبادئها، وقالت بأن هناك فجوة بين هذا الجيل والثورة رغم أن التوعية مستمرة في الإعلام وفي الكتب. * وبحسب بعض الإيرانيين، فإن نسبة المشاركة في المسيرات الاحتفالية بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية قلّت مقارنة بالسنوات الماضية، لأن الجيل الجديد من الشباب أصبحت له اهتمامات أخرى. * ويذكر أن باقي المحافظات والمدن الإيرانية شهدت مسيرات مماثلة تخليدا لهذه الذكرى التي تتجدد في العاشر من فيفري من كل عام ومنذ ثلاثين عاما.