اتهم تقرير سري للاتحاد الاوروبي الاحتلال الاسرائيلي بتقويض احتمالات تحقيق السلام عبر مواصلة سياسة "تهويد" القدسالشرقية عن طريق السعي لضمها غير الشرعي. * وقال التقرير الذي وصف بالسري ، والذي حصلت عليه صحيفة "الغارديان" البريطانية، ونشرته السبت إن إسرائيل تستخدم التوسع الاستيطاني وهدم المنازل وسياسات التمييز فيما يتعلق بالاسكان والجدار العازل في الضفة الغربية كوسيلة "لمواصلة الضم غيرالمشروع على نحو نشط للقدس الشرقية". * ويقول التقرير "إن الحقائق الاسرائيلية على الارض، بما في ذلك إقامة مستوطنات جديدة والجدار العازل وسياسات التمييز في قطاع الإسكان وهدم المنازل ونظام التصاريح المقيد لبناء المساكن واستمرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية، تهدف الى زيادة الوجود الاسرائيلي اليهودي في القدسالشرقية وإضعاف المجتمع الفلسطيني في المدينة وعرقلة التطور الحضري الفلسطيني وعزل القدسالشرقية عن بقية الضفة الغربية". * وذكرت الصحيفة ان التقرير، بتاريخ 15 ديسمير الماضي، ظهر في وقت يشهد تصاعد القلق إزاء السياسات الاسرائيلية في القدسالشرقية. فقد تم هدم منزلين في القدسالشرقية الاثنين الماضي قبل وصول وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مباشرة ومن المقرر هدم 88 منزلا آخر لأنها أقيمت بدون تصاريح. * وأضاف التقرير ان اسرائيل قد أسرعت بوتيرة خططها الخاصة بالقدسالشرقية وأنها تقوض مصداقية السلطة الفلسطينية وتضعف المساندة لمحادثات السلام. * وقال تقرير الاتحاد الاوروبي إن عمليات هدم المنازل ليست "قانونية بموجب القانون الدولي ولا تخدم أي غرض واضح ولها تأثيرات انسانية خطيرة وتؤجج الشعور بالمرارة والتطرف". * ويقول التقرير إن الاتحاد الاوروبي أعرب عن قلقه في لقاء دبلوماسي رسمي في الأول من ديسمبر الماضي. * ويقول الاتحاد الاوروبي أنه يتم إقامة مستوطنات في شرق القدس "بخطى سريعة"، ويشير التقرير الى أنه منذ بدء محادثات السلام في أنابوليس في أواخر عام 2007، تم عرض قرابة 5500 وحدة إسكان جديدة في المستوطنات للمراجعة العامة وتمت الموافقة على ثلاثة آلاف منها. ويوجد الآن نحو 470 ألف مستوطن في الاراضي المحتلة بما في ذلك 190 ألف في القدسالشرقية. * ويشعر الاتحاد الاوروبي بصفة خاصة بقلق إزاء المستوطنات داخل المدينة القديمة حيث توجد خطط لإقامة مستوطنة يهودية تضم 35 وحدة سكنية في الحي الذي يقيم فيه المسلمون بالاضافة الى خطط توسيع بشأن حي سلوان الذي يقع خارج حوائط المدينة القديمة. * ويقول القرير إن الهدف من وراء ذلك هو "خلق التواصل الارضي" بين المستوطنات الواقعة في القدسالشرقيةوالمدينة القديمة ولعزل القدسالشرقية وكتلتها الاستيطانية عن الضفة الغربية. * وبرغم القلق الاوروبي وحتى الامريكي الذي عبرت عنه صديقة إسرائيل الوفية وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى أن إسرائيل ماضية في سياسة تهويد إسرائيل غير آبهة لأنها متأكدة ان القلق الاوربي والامركي ليس إلا كلاما استهلاكيا للجرائد فقط من حليفيها التقليديين.