غرائب المسؤولين في الجزائر تتجسد في حي باب الواد أحدثت مرة أخرى تعليمة والي العاصمة القاضية بنزع الهوائيات المقعرة ومكيفات التبريد حالة من الإزعاج والتذمر في أوساط المواطنين القاطنين بشارع باب الوادي وساحة الشهداء، حيث تعرضت هذه المرة إلى مكتب توثيق عمومي ب34 من نفس الشارع، حيث قامت بنزع مكيف التبريد ليلا وبطريقة عشوائية مما دفع بصاحب المكتب الذي اعتبر العملية تعديا على حرمة أملاك الغير إلى الاتصال بمصالح الشرطة. * تحدّث لنا السيد دراحي محمد، موثق وصاحب المكتب الذي تمت به عملية نزع مكيف التبريد، بنبرة كلّها تذمر واستياء من السّلطات على هذا القرار الذي وصفه ب»العشوائي«. وفي هذا الصدد، تساءل عن سبب اختيار مكتبه بالذات دون استشارته، خاصة وأن العملية تمت حسب ذات المتحدث بطريقة »غامضة«، حيث تقدمت الفرقة المكلفة بالعملية على الساعة الثامنة والنصف ليلا، أي بعد غلق المكتب ولم تكن الفرقة مرفوقة بتكليف بمهمة تبيّن قانونية الفعل الذي تقوم به. وقد كان عدد العمال أربعة وبعد اكتشافهم فرّ ثلاثة منهم وبقي واحد فأجاب بأنه مأمور من قبل رئيس بلدية القصبة، وأثبتت المعاينة التي قام بها المحضر القضائي تعرض المكتب إلى التخريب وخطر إتلاف أرشيف المكتب وكذا ممتلكات الزبائن. * وقد تساءل السيد دراحي، صاحب المكتب، باعتباره رجل قانون، فيما إذا أصيب أحد العمال بشرارة كهربائية فما هو المبرر والسند القانوني لرئيس البلدية الذي قام بإرسالهم ليلا وما هو الاستعجال الذي يدعوه إلى إرسالهم في تلك الساعة المتأخرة من الليل، مضيفا بأن مكيف مكتبه بعيد عن العيان وأنه لا يرى من على واجهة الطريق، في حين لم تمس العملية الوزارات والهيئات الرسمية الأخرى، نذكر منها المديرية العامة للأمن الوطني، الخزينة العمومية، مركز البريد لساحة الشهداء أو حتى مقر البلدية التي أصدرت التعليمة، مقترحا في نفس الوقت توفير مكيّفات مركزية على مستوى كل بناية سكنية قبل الشروع في تنفيذ التعليمة، مضيفا بأن وجه العاصمة لا يتمثل في المكيفات الهوائية ولا الهوائيات المقعرة وإنما في تنظيف الشوارع وترميم العمارات والتي تتساقط بين الحين إلى الآخر شظايا منها، ناهيك عن رمي النفايات والقذورات من على الشرفات.