عبد النور كاوة يواصل الحارس الأسبق لمولودية الجزائر والمنتخب الوطني، عبد النور كاوة، إثراء سجله مع الكرة السعودية بعد أن طال به المقام هناك. * * * "المنتخب الوطني محظوظ بامتلاكه للاعبين مميزين وحظوظه كبيرة للتأهل إلى المونديال" * "في 2002 غادرت ''الخضر'' تضامنا مع ماجر" * "أتألم لما يحدث في فريقي مولودية الجزائر" * * حيث يستعد لإنهاء موسمه السابع بأرض الحجاز.. فوزه مطلع الأسبوع الجاري مع الشباب بكأس الأمير فيصل بن فهد كان مناسبة ل ''الشروق'' للاتصال به والتعرض معه لتجربته السعودية وقصته الأخيرة مع المنتخب الوطني عندما طلب سعدان خدماته قبل أكثر من عام لتفشل المفاوضات مع رئيس الاتحادية آنذاك حميد حداج. * * + مبروك عليك كأس الأمير فيصل بن فهد مطلع هذا الأسبوع.. * ''يعطيكم الصحة''.. أنا سعيد جدا بهذا التتويج الذي جاء ضد الجار نادي النصر في مباراة كبيرة تطلب فيها من الفريقين اللجوء إلى الضربات الترجيحية، فابتسم لنا الحظ، وأنا سعيد جدا بذلك. * * + يبدو أن سجلك في السعودية أضحى ثريا..؟ * - صحيح، وهذا شرف لي وللكرة الجزائرية التي أعتبر نفسي سفيرا لها هنا في السعودية، لعلمكم إنه التاج السابع، إذا لم تخني الذاكرة، الذي أحصل عليه منذ بداية مغامرتي في السعودية، بما في ذلك كأس آسيا للأندية البطلة التي كنت قد أحرزتها رفقة فريقي السابق الاتحاد. * * + على ذكر فريقك السابق الاتحاد، لماذا غادرته منذ سنتين؟ * - لم يكن لدي أي مشكل مع الاتحاد، وكل ما في الأمر أن الشباب كان في حاجة ماسة إلى مدرب للحراس منذ أكثر من سنتين، فطلب خدماتي من فريقي الأصلي، وبالنظر إلى العلاقة الجيدة التي تربط بين كافة الأندية السعودية، وافق مسؤولو الاتحاد على تسريحي على شكل إعارة، فحدث أن تمسك بي الشباب بعد ذلك، فأقنع مسيروه إدارة الاتحاد بتسريحي نهائيا لفائدتهم. * * + عند عودة رابح سعدان إلى المنتخب الوطني، قبل أزيد من عام من الآن، كان قد طلب منك الانضمام إلى طاقمه الفني كمدرب مساعد ومدرب للحراس في نفس الوقت، لماذا فشلت الاتصالات؟ * - أفضل عدم العودة للحديث عن هذا الموضوع، وما أريد التأكيد عليه فقط، ما دام أن الفرصة قد منحت لي في هذا المجال، هو أن عدم انضمامي إلى الطاقم الفني الوطني لم يكن لأسباب مالية مثلما أراد البعض تصويره للرأي العام الرياضي في الجزائر. * * + إذن ما هو السبب الحقيقي لعدم عودتك إلى الطاقم الفني الوطني؟ * - رجاء، لا تلحوا على معرفة السبب الحقيقي لذلك، لأن من طبعي أني رجل يرفض كشف الأسرار، وما يهمني الآن أنني طويت الصفحة، حيث أصبحت الاتصالات التي كانت لي مع سعدان ورئيس الاتحادية آنذاك في حكم الماضي. * * + وهل كنت مستعدا فعلا للانضمام إلى طاقم ''الخضر''؟ * - بطبيعة الحال، ما دام أن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني الذي لا يمكن لأي أحد إدارة ظهره له، وعليه أتأسف جدا لعدم نجاح الاتصالات مع الفريق الوطني الذي كنت مستعدا لخدمته من جديد، لكن ''المكتوب'' أراد غير ذلك. * * + نظن أن ذلك لم يمنعك من متابعة أخبار المنتخب عن كثب..؟ * - هذا أمر بديهي، فرغم بعدي عن أرض الوطن فإنني أتابع كل أخبار المنتخب الوطني وبالتفصيل.. أنا سعيد جدا أيضا بتأهل ''الخضر'' إلى الدور الأخير من التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم وسأناصرهم بكل جوارحي في مبارياتهم القادمة الحاسمة. * * + ما دمنا نتحدث عن المنتخب الوطني، هل تؤمن بحظوظه في التأهل إلى المونديال أو كأس إفريقيا على أقل تقدير؟ * - صراحة، أعتقد أن المنتخب الوطني محظوظ هذه المرة بامتلاكه لاعبين من المستوى العالي يلعبون مع فرق معروفة في أوروبا على غرار زياني وغزال وبوڤرة على سبيل الذكر لا الحصر.. كل ذلك يدفعنا لأن نتمسك بخيط الأمل المؤدي إلى المونديال، بل لا يجب في رأيي تضييع هذه الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا. * * + لكن الكثير يرشح مصر لحجز بطاقة المونديال.. * - أتفهم الأمر ما دام أن المنتخب المصري هو الحائز على الطبعتين الأخيرتين لكأس إفريقيا للأمم، وبالتالي فإن كل التكهنات تميل لصالحه من الناحية النظرية، وأعتقد أن هذا الأمر قد يخدم لاعبينا، حيث أن الضغط سيكون على المصريين أكثر منه على الجزائريين. * * + لنعد قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى مغادرتك للمنتخب الوطني أيام كان ماجر مدربا للخضر. ما سبب انسحابك على الرغم من أن روراوة كان قد طلب منك مواصلة العمل بعد إقالته لماجر في 2002؟ * - لم يكن بمقدوري البقاء بعد المصير الذي لقيه ماجر، خاصة وأنه هو من جلبني إلى المنتخب وطلب مني العمل معه، وأظن أن أي مدرب آخر مكاني كان سيتصرف بنفس الطريقة، والحمد لله بقي ماجر صديقا حميما لي، بدليل استمرار الاتصالات بيننا إلى غاية اليوم. * * + وهل حدثك ماجر عما يدور من حديث حول العرض الذي يكون قد تلقاه من ''الفاف'' لتدريب المنتخب الثاني؟ * - لا أظن بأن هذه الأخبار لها أساس من الصحة، حيث أنني في اتصالات تكاد تكون يومية مع ماجر، ولو كان قد تلقى فعلا عرضا رسميا في هذا الشأن لكان قد أخبرني بذلك. * * + لنفترض أنه سيعود إلى الجزائر لتقلد مهمة فنية مع أحد المنتخبات الوطنية، هل ستقبل مساعدته إذا ما طلب منك ذلك؟ * - قلت لكم منذ قليل، أنا لا أدير أبدا ظهري للمنتخب الوطني، وإذا لم أنضم إلى طاقم سعدان فلم يكن ذلك بمحض إرادتي، وهذا على الرغم من أنه لا ينقصني شيء هنا في السعودية، وأحمد الله على ذلك. * * + يظهر بأنك استهويت الإقامة في السعودية بعد سبع سنوات من تواجدك هنا، ألا تفكر في العودة إلى الجزائر؟ * - لا أخفي عنكم بأن فكرة العودة إلى الجزائر تخطر ببالي كثيرا منذ سنتين، ولكن أجدني مع ذلك أواصل العمل هنا، ربما لأنني أشعر براحة تامة بعيدا عن الجو المتعفن للكرة الجزائرية.. ومع ذلك، قد أعود للاستقرار في الجزائر في مستقبل قريب، ولو أن كل شيء سيحدده ''المكتوب''. * * + كثير ممن يعرفونك يتساءلون لماذا لم تشتغل كمدرب رئيسي في السعودية على الرغم من خبرتك الطويلة في الميدان، علما أنه سبق لك أن أحرزت على كأس الجزائر في 1983 كمدرب رئيسي مع مولودية العاصمة؟ * - الأمر يختلف هنا في السعودية، حيث أنه ينظر إلى مدرب الحراس بأنه مختص في هذا الميدان فقط، وعليه يصعب إسناد له مهمة المدرب الرئيسي، سيما عند الفرق الكبيرة في القسمين الأول والثاني، لكن الأمر مختلف في الأقسام الدنيا، لكنني أفضل شخصيا أن أكون مدربا للحراس في ناد كالشباب أو الاتحاد على أن أشرف على فريق صغير في السعودية. * * + من غريب الصدف أن عدد مدربي الحراس الجزائريين في السعودية معتبر.. ما سر توجههم الجماعي إلى البطولة السعودية؟ * - ليس هناك أي سر، سوى أن ظروف العمل هنا جيدة، سيما وأن كل الأندية تمنح اهتماما خاصا لمدربي الحراس خلافا لما هو معمول به بصفة عامة في الجزائر.. لعلمكم، فإننا ثلاثة مدربين جزائريين نلعب في القسم الأول، حيث يعمل معي أيضا بوزيد وخوذير، فيما يشتغل ساسان، الحارس السابق لاتحاد عنابة، مع فريق الطائي المنتمي إلى الدرجة الثانية، أما شقيق الصادق فيعمل مع شبان الأهلي، إضافة إلى أربعة أطباء جزائريين يشتغلون في مختلف الأطقم الفنية للفرق السعودية، ما يؤكد السمعة الجيدة التي يحظى بها التقنيون والأطباء الجزائريون هنا. * * + بالمقابل لا يوجد إلا لاعب جزائري واحد في السعودية..؟ * - هذا صحيح، حيث علمت بقدوم اللاعب صايبي إلى أهلي جدة مؤخرا، وصراحة لا أعرف هذا اللاعب، بخلاف معيزة الذي كان يتقمص ألوان نفس النادي قبل مغادرته له في بداية العام الجاري، والذي التقيته مرتين عندما تقابل فريقانا. * * + كانت لك أيضا تجربة مع المنتخب السعودي لكنها قصيرة..؟ * - بالفعل، حدث ذلك خلال إقصائيات مونديال 2006 لكنها كما قلتم كانت قصيرة.. ومع ذلك أعتز بتلك التجربة، حيث تشرفت بثقة الاتحادية السعودية، علما أن هذه الأخيرة غالبا ما تضع ثقتها في المدربين الأجانب من أوروبا وأمريكا الجنوبية. * * + لن نختم حوارنا معك دون أن نطلب رأيك حول فريقك الأول مولودية الجزائر..؟ * - ما عساني أن أقوله عن هذا الفريق الذي يغرق في مشاكله اللامنتهية.. صراحة أشعر بألم كبير في كل مرة أتحدث عن المولودية، ومع ذلك أغتنم الفرصة لتوجيه نداء إلى عائلة الفريق الكبيرة كي تتوحد، خاصة وأن الفريق دخل مرحلة حاسمة في تاريخه بعد تنازل سوناطراك عن شعار النادي.. فالمفروض هو التفكير في أفضل صيغة لدخول العهد الجديد على أسس صحيحة، بدلا من التناحر المستمر بين المسيرين الذي لا يشرف سمعة العميد.