لازالت مخلفات الفيضان الأخير الذي اجتاح مدينة غرداية تفرض نفسها على واقع عائلات الفلاحين ومربي الماشية بالولاية، وهو ما يفسر حجم الدمار الهائل الذي تراوحت خسائره، حسب الأرقام الرسمية، ما بين خمسة وعشرة آلاف رأس بين غنم، ماعز وبقر، بحيث أتت السيول في7 بلديات على ما يفوق ال2500 هكتار من المحيطات الفلاحية المنتجة في البلديات المذكورة. * صرح أرباب عائلات مزارعة من بلديات غرداية، ضاية بن ضحوة، سبسب وزلفانة، أن مخلفات سيول الفاتح اكتوبر الماضي أتت على ما يفوق 2500 هكتار من الأراضي الفلاحية المنتجة ب7 بلديات منكوبة، الأمر الذي رهن حسب ذات المصادر مصير ما يفوق 900 فلاح في البلديات السبعة بحيث أصبحت أبواب الاسترزاق أمام هؤلاء مسدودة مع ما يمثله عالم الشغل بولاية غرداية من ندرة في الظفر بفرصة عمل حتى ولو كان مؤقتا لهؤلاء المنكوبين الذين صرحوا »للشروق« أن مسح الديون المعلن عنه مؤخرا من طرف الرئيس، أزاح جزءاً من المعاناة التي لازمت الفلاح بتراكماتها بهذه الولاية منذ ما يقارب عقد من الزمن، ليبقى همّهم الأكبر وهو تجاوز المنعرجات الإدارية المفروضة لإتمام ملفات التعويض عن أملاكهم الخاصة التي جرفتها السيول. ولم يختلف الوضع بكثير عما أصاب قطاع تربية المواشي، الذي سجل هو الآخر خسائر فقد على إثرها موالو البلديات الرعوية كالقرارة، متليلي، ضاية بن ضحوة، العطف وسبسب ما يتراوح بين 5 و10 آلاف رأس ماشية والعشرات من الحيونات الرخوية ذات السلالة الجيدة. وكشف ممثلون عن القطاع بالبلديات الأكثر تضررا، أن مربي ماشية في ضاية بن ضحوة متليلي سبسب والقرارة خسروا ما يفوق 800 رأس بين أغنام، ماعز وأبقار، وقال موالون من البلديات المذكورة، إذا لم يتم تجسيد وعود الحكومة فيما يخص التعويضات المقترحة للموالين المنكوبين وبصفة عاجلة، فإن مجال تربية الأنعام سيعرف كارثة حقيقية ستمس معظم المناطق الجنوبية باعتبار أن ولاية غرداية تشارك بقسط وافر في تمويل سوق اللحوم الحمراء بالجنوب، وقد أكدت أرقام رسمية أن القطاع فقد مايتعدى 40 بالمائة من إمكاناته الميدانية ما أحال أكثر من ثلث ما يحتويه القطاع من مربين على البطالة. هذا وقد طابقت الأرقام الرسمية المعلن عنها من طرف الاتحاد العام للفلاحين تلك التي أحصتها لجان الإحصاء التابعة لمديرية المصالح الفلاحية بولاية غرداية، مسجلة ما يفوق 1500 هكتار من الأراضي المتضررة من سيول الفيضان في 9 بلديات. وحسب المصدر المذكور، فإن أهم الأراضي الفلاحية بالولاية كمحيط العذيرة بمساحة فاقت ال600 هكتار وأراضي ضاية بن ضحوة الخصبة باتت مهددة بالتصحر وخاصة في ظل الإمكانات المتواضعة جدا التي يمتلكها الفلاح هنا.