تباينت آراء المترشحين حول طبيعة تساؤلات الملاحظين الدوليين، فبينما وصفها بعض منهم بالبراغماتية والطبيعية اعتبرها بعضهم الآخر بالخطيرة والتي تعكس التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للبلاد، في حين رفض مترشح دعوات الملاحظين الدوليين لجس نبض الحملة الانتخابية جملة وتفصيلا. * رفض المترشح الحر محمد السعيد تلبية دعوة الملاحظين الدوليين المتواجدين في الجزائر للقائه والاستفسار عن ظروف الحملة الانتخابية لاستحقاقات أفريل المقبل، حيث قال مدير حملته إنهم تلقوا دعوة رسمية للقاء عدد من ممثلي الإتحاد الإفريقي عن طريق وزارة الداخلية قصد طرح انشغالات وملاحظات مرشحهم حول الحملة الانتخابية والتجاوزات الحاصلة إلا أن المرشح محمد السعيد رفض تلبية الدعوة، مبررا ذلك برفض أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي فضلا على أن الملاحظين الدوليين ليس بإمكانهم إلا كتابة تقارير سلبية خاصة وأن الحل والربط في يد الإدارة التي وجهت لها مداومات المترشح ملاحظاتها عن طريق اللجنة الوطنية السياسية لمراقبة الإنتخابات. * ودعت لويزة حنون مرشحة حزب العمال أحمد أويحيى الوزير الأول ورئيس اللجنة التحضيرية للرئاسيات للتدخل خاصة وأن أسئلة الملاحظين تندرج في خانة المساس بالشؤون الداخلية للبلاد قائلة في أحد تدخلاتها التلفزيونية عبر فضاءات التعبير المباشر "قبلت لقاء الملاحظين الدوليين لأننا مستعدون لاستقبال جميع الأطراف ولا نخاف من أحد"، مضيفة "لكن طبيعة الأسئلة التي يطرحها الملاحظون الدوليون تستدعي تدخل الوزير الأول ورئيس اللجنة الوطنية للتحضير لرئاسيات 2009 خاصة وإن كان أول سؤال يستهل به اللقاء هل يستغل مرشح محدد المال العام في حملته الانتخابية؟!". * في حين أكد ممثل مرشح الأفانا أن أسئلة الملاحظين الذين التقاهم عشية انطلاق الحملة الانتخابية بالعادية والبراغماتية والتي لم تخرج عن نطاق الاستفسارات السطحية عن مجريات الحملة الانتخابية قبل انطلاقها ما تعذر على ممثلي المرشح موسى تواتي من الإجابة عن تساؤلات الملاحظين الدوليين. وأشار المكلف بالإعلام في مديرية حملة تواتي إلى أن حضور حوالي 400 ملاحظ دولي ما هو إلا ديكور انتخابي باعتبار أن ثلة قليلة من الملاحظين ليس بإمكانهم الإلمام ولو بثلث ما يحدث خلال الحملة، وأثناء عملية الاقتراع كما قال مدير حملة مرشح حركة الإصلاح الوطني أنه التقى بمجموعة من الملاحظين الدوليين وطرحوا أسئلة قانونية متعلقة بالانتخابات، مشددا على أن ممثلي المترشح جهيد يونسي سيتعاملون بحكمة مع الملاحظين الدوليين مع وضع مصلحة البلاد وأمنها خطا أحمر لن تتجاوزه أسئلة الملاحظين. * وتلقت مداومة المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة دعوة للقاء الملاحظين الدوليين عشية انطلاق الحملة الانتخابية لطرح انشغالاتهم حول الحملة، في حين اعتبر مرشح حزب عهد 54 مجيء الملاحظين الدوليين هو عملية صرف الأنظار عن التجاوزات التي تعج بها الحملة الانتخابية من قبل بعض المترشحين ومسانديهم.