تتعامل وسائل الإعلام البريطانية ببرود مثير للحيرة والتساؤلات مع تهديد تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بإعدام رهينة بريطاني يقول تنظيم درودكال انه يحتجزه، إذا لم تطلق بريطانيا سراح مفتي قتل المدنيين الجزائريين الأردني المدعو أبو قتادة المسجون ببريطانيا خلال 20 يوما. * ويبدو أن وسائل الإعلام، خاصة الثقيلة منها تلقت ما يشبه "تعليمات" بعدم إبراز خبر تهديد تنظيم "الجماعة السلفية" بإعدام الرهينة البريطاني إدوين داير، الذي يقول تنظيم درودكال انه يحتجزه منذ جانفي الماضي، حيث لم يتم إبراز الخبر في نشرات الأخبار التلفزيونية، وتم تجاهله تقريبا، خاصة في قنوات البي.بي.بي.سي، وطغت أخبار تهديد انفلونزا الخنازير، خاصة مع اكتشاف حالتين في اسكتلندا لزوجين عادا من مؤخرا من عطلة في المكسيك على نشرات الأخبار التلفزيونية والإذاعية، وفي الصحافة المكتوبة وعلى غير عادتها لن تبرز صحف التابلويد الشعبية خاصة الخبر، وتجاهله بعضها تماما. * وان نشر الخبر في الصفحات الداخلية لبعض الصحف يوم الاثنين فقد غاب تماما أمس الثلاثاء. وفيما كشف تنظيم "الجماعة السلفية" عن اسم الرهينة البريطاني "إدوين داير" في بيانه التهديدي الذي نشره الأحد على الانترنيت، رفضت الصحف البريطانية التي نشرت الخبر الثلاثاء ذكر اسمه، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية لم تكشف اسمه تقييدا فيما يبدو بعدم نشر وزارة الخارجية البريطانية نفسها لإسم الرهينة، ولم تسارع الصحف البريطانية على خلاف العادة للتركيز على الجانب الإنساني في الموضوع بإفراد صفحاتها لعائلة وأقارب الرهينة. * وفي تصريح تلقت "الشروق" نسخة منه، قالت وزارة الخارجية البريطانية: "نؤكد أننا على اطلاع بالتقرير ونحن نقوم بتحليله.. أن اختطاف الرهائن لا يمكن تبريره مهما كانت القضية التي تقف وراءه.. إنا ندعو الذين يحتجزون الرهائن الى اطلاق سراحهم فورا وبدون شروط". * وكانت "الجماعة السلفية" أمهلت في بيان لها الحكومة البريطانية 20 يوماًللإفراج عن »أبو قتادة«، وأشار إلى استمرار احتجاز البريطاني داير والسويسري غراينر إلى غاية تحقيق ما اسماه مطالبه المشروعة المتمثلة في »إطلاق سراح الشيخ المظلوم أبي قتادة«. وأضاف: »نمهلها (الحكومة البريطانية) مدة عشرين يوماً تبدأ من صدور هذا البيان. وبانتهاء المدة، فإن المجاهدين سيعدمون الرهينة البريطاني إن لم يجدوا استجابة لمطلبهم. ولقد أعذر من أنذر«. * واعتقل ابوقتادة في بريطانيا مرات عدة، وهو مسجون منذ ديسمبر الماضي لخرقه شروط اطلاق سراحه الذي حصل عليه في ماي 2008. ويقيم ابو قتادة لاجئا في لندن منذ 1993، وقد دخلها من باكستان حاملا جواز سفر إماراتي مزور.