تصوير يونس أوبعيش عرفت مختلف شواطئ العاصمة خلال ثلاثة أيام الماضية إقبالا واسعا من طرف العائلات والشباب الذين اختاروا الاستمتاع ببرودة البحر المنعشة هروبا من لفحات الشمس الحارقة التي دفعت بالعاصميين إلى مداعبة أمواج البحر قبل شهر ونصف من دخول موسم الاصطياف الذي سيكون ساخنا هذه السنة حسب تنبؤات المختصين. * * فضل العاصميون هذه السنة استضافة فصل الصيف مبكرا حيث عرفت كل من شواطئ كيتاني، لافيجي، سيدي فرج والحمامات نهاية الأسبوع إقبالا واسعا للشباب وحتى العائلات التي استجابت لرغبات أطفالها الذين أصروا على دخول البحر ومداعبة أمواجه خاصة في الأحياء المحاذية للشواطئ على غرار باب الواد أين أكدت الحاجة "س. ر" التي التقيناها بشاطئ كيتاني أن حفيدتها الصغيرة "منال" (06 سنوات) أصرت على الاقتداء بأبناء الجيران الذين زاروا البحر أول أمس الجمعة مما دفعني إلى إقناع أمها بقضاء دقائق معدودة على الشاطئ لإرضاء فضول الطفلة الصغيرة التي رفضت الذهاب إلى المدرسة قبل أن تسبح. * ورغم أن أمس السبت كان يوم عمل ودراسة إلا أن عددا معتبرا من العمال والمراهقين اختاروا السباحة على العمل أو الدراسة في القاعات "المختنقة " على حد تعبير "ك. ب" (40 سنة) الموظف في مؤسسة وطنية قال "أنا أعشق البحر أكثر من شيء آخر سبحت يوم الخميس، الجمعة واليوم حيث فضّلت قضاء إجازة تعويضية في عملي أين يتميز المكان بحرارة شديدة خاصة في مكتبي المتمثل في شاليه". * كما صادفنا في ذات المكان عددا من الأطفال والمراهقين الذين قصدوا البحر بمفردهم، أين أبدعوا في التنافس على "التشبيكات" والارتماء من الصخور العالية خاصة في شاطئ "لاكريك" الذي يقصده المغامرون والمجازفون من مختلف أحياء العاصمة، وحتى الصيادين لم يصبروا على فراق البحر حيث استغنى بعضهم عن مداعبة الصنارة وارتموا في أحضان الأمواج. * من جهة أخرى، لم تفوّت ربات البيوت الفرصة في الذهاب إلى مختلف الشواطئ أين امتلأ أول أمس شاطئ برج الكيفان بالعائلات من الصباح إلى غاية الساعات الأخيرة من النهار، كانت العائلات تتنعّم فيها بالموجات الباردة التي اشتاقوا إلى نسيمها العليل منذ الصائفة الفارطة، ولعلّ سبب هذا الإقبال المبكر على الشواطئ هو إحساس العائلات أن شهر رمضان سيحذف جزءا هاما من هذه المتعة خاصة وأنه سيتقدم إلى منتصف الموسم هذا الصيف. * ومن جهته، حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي من السباحة في شهر يتميّز بالتقلبات الجوية وبرودة مياه البحر مما يشكل تعرض الأطفال إلى نزلات برد ومخاطر صحية متنوعة، كما أن الخطر الكبير الذي يحدق بهذه العائلات هو غياب الحراسة على مختلف الشواطئ على اعتبار أن الموسم لم يبدأ رسميا، وبالتالي فإن مصالح الحماية المدنية لم تستأنف نشاطها مما يضعها أمام خطر الغرق والموت الأكيد في أغلب المحاولات الممزوجة بالشوق لانتعاش البحر لاسيما عند المراهقين والأطفال.