ممنوع نشر صور التعذيب داخل السجون الأمريكية في العراق وأفغانستان وفي غوانتانامو، والمحققون الذين أشرفوا على عمليات التعذيب الاستنطاق القاسية لن يتابعوا قضائيا * والمحاكمات العسكرية للموقوفين تحت شبهة الإرهاب لن تتوقف... هي ليست مواقف متطرفة صادرة عن الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش، ولكن قرارات للتنفيذ صادرة عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي وعد العالم والأمريكيين بثورة بيضاء تعيد الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى قيم السلام وحقوق الإنسان والمساواة. * هي أولى التراجعات المخزية للرئيس الأمريكي عن وعوده للناخب الأمريكي وللعالم أجمع، لتتأكد حقيقة مفادها أن ضغط اللوبيات المؤثرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكن أن توقفه أحلام شاب يريد دخول التاريخ، وأن الأجواء التي عاشها الأمريكيون خلال الحملة الانتخابية ما هي إلا أوهام سرعان ما تكسرت على حقائق الواقع. * وفي هذه الحالة قد يكون موقف النزيل السابق بالبيت الأبيض جورج بوش أقوى من موقف أوباما، لأن الأول وضع سياسات وبقي وفّيا لها إلى آخر يوم له في منصب الرئيس، أما الثاني فقد أصبح بهذه القرارات " خائنا " لمناصريه ومبادئه، لأنه تراجع عن أهم وعوده وجوهر برنامجه القائم على إعادة الاعتبار لحقوق الإنسان والعدالة إلى سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. * وما دام الأمر كذلك فإنه من الخطأ انتظار شيء إيجابي من الإدارة الأمريكية الحالية بخصوص القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لأنها إدارة عاجزة عن التغيير، وهي التي لم تستطع الحصول على ميزانية من الكونغرس لتغطية تكاليف غلق معتقل غوانتانامو، فكيف تستطيع فعل شيء لصالح الفلسطينيين والكل يعلم قوة اللوبي اليهودي وتحكمه في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. * لقد كان وهما كبيرا، بالنسبة للأمريكيين الذين حملوا شعارا كبيرا هو " التغيير" غير أن هذا التغيير توقف عند حدود "اللون" ولم يشمل السياسات والقرارات الكبرى للولايات المتحدةالأمريكية، ولم نرى إلى حد الآن سوى إجراءات استعراضية تصاحبها حملة إعلامية صاخبة لتعود بعدها الأمور إلى ما كانت عليه قبل مجيء أوباما للبيت الأبيض.