كل الحيَل حلال.. كسور أو رضوض في اليد.. إغماءات.. مظهر يظهر ويتكرر عند بعض الطلبة كل يوم في فترة الامتحانات وظاهرة أثارت استغراب العديد من الأساتذة الجامعيين لكثرتها في الآونة الأخيرة والسبب حسب هؤلاء أن طلبة يدّعون إصاباتهم تلك سواء ليتخلصوا من "شبح" الامتحانات أو ليُعاملوا معاملة خاصة. * أصبح مظهر بعض الطلبة وهم يضعون الجبيرة بأحد أيديهم مألوفا هذه الأيام في العديد من الجامعات، وأضحت الإغماءات في قاعات الامتحان سيناريو يكاد يتكرر كل يوم. والمؤسف في الأمر أن أغلبية هذه الحالات هي عبارة عن حيل يلجأ إليها هؤلاء للتهرب من إجراء الامتحانات أو طمعا في تأجيلها والظفر بامتحان خاص أو الإعفاء من إجرائه واحتساب نقطة السداسي الأول وهو الحل الذي يسعون إليه في أغلب الأحيان! * وكشف لنا أساتذة جامعيون أنهم سجلوا حالات غياب كثيرة للطلبة خلال هذه الفترة من الامتحانات سواء بسبب إغماءات تحدث داخل القاعة، فيضطرون إلى إخراج المُغمى عليه الذي لا يكمل إجراء امتحانه في أغلب الحالات، أو بسبب أمراض تصيبهم فيأتون بعد الامتحان مرفقين بمبرر طبي ويطلبون أيضا إعادة إجراء الامتحان. * هذه الظاهرة أكدتها لنا الأستاذة (م. ن) "أدرّس أكثر من 5 أفواج واندهشت لكمّ الغيابات التي سجلتها في هذا السداسي، حيث تغيّب ما بين طالبين إلى 3 طلبة من كل فوج عن امتحاناتي، والغريب أنهم يبررون غياباتهم تلك بشهادات مرضية ويطلبون مني بكل وقاحة إعادة الامتحان أو احتساب فقط نقطة السداسي الثاني". * وأضافت أستاذة أخرى (ب. إ): "أصبح طلبة اليوم "محتالين"، فهم يعلمون أن امتحانات السداسي الثاني تُجرى في وقت ضيق جدا والأساتذة ملزمون بتصحيح أوراق عشرات الطلبة وتقديمها للإدارة في أقرب الآجال، وبذلك فأغلبيتهم غير مستعد لبرمجة امتحان خاص بالمتغيبين بعد فترة الامتحانات، وهي الظروف التي يستغلها هؤلاء الطلبة ويطلبون إعفاءهم من إعادة الامتحان واحتساب فقط علامة السداسي الثاني، وهو يعلمون بالتأكيد أنها علامة مقبولة". * عاملة بإدارة إحدى المعاهد ذكرت، من جهتها، أنها تتلقى يوميا طلبات من طرف طلبة متغيبين بإعادة برمجة امتحانات وهم مرفقين بشهادات طبية، مضيفة "موضة هذه السنة أن الكثير منهم يتحجج بكسر في يده التي يكتب بها لا يُمكّنه من إجراء الامتحان بصفة عادية، وهو ما يعني كإجراء عادي إيجاد شخص يكتب مكانه سواء في قاعة الامتحان أو في قاعة خاصة. ومن الممكن أن يتعذر علينا كإدارة إيجاد الشخص المناسب، فنطلب منه إحضار شخص من طرفه، وهنا يمكن التكهّن بما يحدث". * وطالب بعض الأساتذة باتخاذ اجراءات ردعية ضد الطلبة الذين يدّعون المرض حتى لا تصبح عادة يسير عليها البقية، واقترحوا أن تُحرر الشهادات الطبية من قبل مركز استشفائي تابع للجامعة أو للكلية للتأكد من صحة الحالات المرضية ووضع حد للمتلاعبين. * *