كندا لا تنزعج من شروط الاستثمار الجديدة في الجزائر كشف السفير الفرنسي بالجزائر، كسافيي دريونكور، في تصريح ل"الشروق اليومي"، أن الشركات الفرنسية العاملة بالجزائر انتقلت منذ سنوات من مرحلة النوايا إلى مرحلة الاستثمار الفعلي الجاد في قطاعات عديدة. * * ومنها البنوك والأدوية والهندسة والأشغال العمومية والتطهير وتسيير المنشآت الكبرى ومنها مطار الجزائر العاصمة، وإنتاج إطارات عجلات السيارات وقطاع السيارات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مضيفا أن فرنسا هي أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات. * وأوضح السفير الفرنسي، الذي قام أمس بجولة على الجناح المركزي لمعرض الجزائر الدولي، بزيارة المؤسسات الجزائرية، رفقة رئيسة الحكومة الفرنسية السابقة على عهد فرانسوا ميتران، إيديت كريسون، أن فرنسا لم تقتصر استثماراتها على قطاع المحروقات، مشيرا إلى أن شركة "ميشلان" الفرنسية التي تتوفر على مصنع بالجزائر العاصمة هي أول مصدر جزائري خارج قطاع المحروقات. * وكشفت كريسون، المحافظة الأوروبية السابقة، أن الشركات الجزائرية تتوفر على قدرات تنافسية عالية جدا وأصبح بإمكانها اكتساح أسواق خارجية بفضل منتجاتها ذات الجودة العالية، قبل أن تضيف إنها تعرف الجزائر جيدا بحكم إشرافها على وزارة التجارة الخارجية سابقا، ولذا فإنها قادرة على الحكم بكل موضوعية على المرحلة المتقدمة التي قطعتها المؤسسة الجزائرية التي أصبح بإمكانها التعامل بشكل جيد مع نظيراتها الفرنسية وحتى الأوروبية بعد نجاح فرنسا في إقناع شركائها الأوروبيين بذلك، مؤكدة أن الأوروبيين مقتنعون تماما بالتعاون الجيد مع الجزائر. * وأكد أنطوان ترستان موكلينكار، في تصريح ل"الشروق"، أن المشاريع التي تقوم الحكومة الجزائرية ببنائها في مجال الطاقات المتجددة وبناء المدن الجديدة ومنها مدينة حاسي مسعود الجديدة، يجب إبرازها والعمل على جعلها أمثلة حية يحتذى بها في المنطقة المتوسطية، مضيفا أن الجزائر تتوفر على بنى تحتية هامة في مجالات المطارات والموانئ والمحطات الطاقوية والطرق، وهو ما تعمل سكرتارية الاتحاد من أجل المتوسط على إبرازه من طرف جميع الدول الأعضاء في المبادرة. * وكشف موكلينكار، عن رغبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في دعم مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط بمشاريع حقيقية وشراكات لتحويل التكنولوجيا بين ضفتي المتوسط، وخاصة بعد حل إشكالية التمويل خلال الاجتماع الأخير للدول والهيآت المانحة الذي عقد في الإسكندرية المصرية، حيث أعلن البنك الأوروبي للاستثمار عن تخصيص 7.5 مليار أورو لتمويل المشاريع التنموية التي ستقام في المنطقة في إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط، كما خصصت الوكالة الفرنسية للتنمية مبلغ 5 ملايير أورو لنفس المبادرة، وبلغت مساهمة البنك العالمي 750 مليون دولار مقابل 1 مليار أورو لصناديق استثمارية من الخليج ومساهمة ضخمة من الوكالة الألمانية للتنمية ولكنها لم تحدد بعد، مؤكدا على حل الأوروبيين فيما بينهم لمسألة الاقتناع بالمشروع، حيث نجح ساركوزي في إقناع نظيرته الألمانية وحكومات أوروبا الشرقية بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط. * وأعلن المتحدث عن إطلاق مركز لتكوين الكفاءات في التسيير الحضري وتسيير المدن وتسيير الصفقات العمومية في البلدان الاورومتوسطية مقره مدينة مرسيليا وهو المركز الموجه لإعادة تكوين ورسكلة الولاة والمسؤولين المحليين في تقنيات التسيير الحديثة. * من جانبه كشف السفير الكندي بالجزائر، باتريك بريزو، أن الشركات الكندية تلقت بصدر رحب قرار الحكومة الجزائرية المتعلق بإدراج تعديلات على الإجراءات المتعلقة بالاستثمار وتحويل فوائد الشركات إلى الخارج وشروط إعادة استثمار الأرباح وحصة الشركاء الأجانب في المشاريع، مضيفا أن حكومة بلاده لا تجد أي حرج في قبول هذه الإجراءات والتعامل معها بشكل إيجابي. * وقال السفير الكندي خلال ندوة صحفية عقدها بجناح كندا بالمعرض أن المشاركة الكندية القوية في المعرض وفي قطاعات ضخمة ومنها التكنولوجيات الحديثة والنقل الجوي والإنشاءات الهندسية والبيئة والسقي والطاقة والكهرباء والبتروكمياويات، تؤكد أن المؤسسات الكندية عازمة على مواصلة الاستثمار في الجزائر.