أكد، سفير فرنسابالجزائر كسافيي دريونكور، أمس، أن مالا يقل عن 330 مؤسسة فرنسية تنشط حاليا في الجزائر وهو عدد تضاعف منذ أربع سنوات، حيث ساهمت في تسيير حوالي 35 ألف منصب عمل مباشر وما يزيد عن 90 ألف منصب آخر غير مباشر، مقابل مخزون استثمارات بقيمة 5.2 مليار أورو. س.ب/ ع ب خلال زيارته إلى ولاية سطيف رافق خلالها بعثة متنقلة لمؤسسات فرنسية ستتوجه كذلك اليوم إلى ولاية قسنطينة وعنابة، لم يستبعد سفير فرنسابالجزائر كسافيي دريونكور من أن الأزمة المالية العالمية قد "تحد" نوعا ما من إرادة البلدين في تنمية الشراكة فيما بينهما، مشيرا الى أن ذلك قد يدفع من جهة مؤسسات فرنسية إلى "التفكير في بناء مصانع في الجزائر وذلك في إطار تحويل نشاطاتها". وأوضح السفير الفرنسي أن لشعب الجزائري و الفرنسي تربطهما علاقة تاريخية يجب أن ينظر إليها من عدة زوايا لتطويرها وترقيتها حتى تستجيب لطموحات الشعبين في جميع المجالات الحيوية، ملاحظا أن تدعيم هذا التوجه يكمن في الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر وكذا الزيارة التي يرتقب أن يقوم بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا قريبا. وفي هذا الصدد، أكد سفير فرنسابالجزائر دريونكور أن جزائر 2009 "ليست تلك التي كانت عليه عام 1999، معتبرا أنه "من المهم جدا" رؤية "شركات فرنسية كبرى تعمل في الجزائر ومؤسسات أخرى من طرف جزائريين من أصول جزائرية أو جزائريين يرغبون كذلك في الاستثمار في إطارها"، كما أضاف أنه لا بد من إيجاد صيغ سواء من الطرف الجزائري أو الفرنسي للمضي من أجل تجسيد هذه الإرادة. ولدى تطرقه لمنطقة سطيف التي يزورها لأول مرة قال دريونكور أنه "منبهر" للتنمية التي تشهدها هذه الولاية ومن عمرانها وديناميكيتها الاقتصادية، وتطلع إلى أن تتوج المحادثات بين المؤسسات الفرنسية التي يرافقها من أجل تشجيعها على الاستثمار والمتعاملين الجزائريين بنتائج ملموسة. ويضم الوفد الفرنسي بقيادة الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في الجزائر ممثلين عن 15 مؤسسة تنشط على الخصوص في قطاعات الميكانيك والكهرباء والإلكترونيك والصناعة الغذائية و النقل والتجهيزات، حيث جرى بالمناسبة لقاء للتعارف والاستطلاع بشأن فرص الشراكة بين ممثلي المؤسسات الفرنسية و20 متعاملا محليا. وبشأن مسألة تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية، أكد دريونكور أن مشروع القانون الفرنسي المعد لهذا الغرض والذي سيعرض على البرلمان للتصويت "لا يميز بين الضحايا الفرنسيين والبولينيزيين والجزائريين لتلك التجارب"، وقبيل إحياء الذكرى ال 64 لمجازر 8 ماي 1945، أشار الدبلوماسي الفرنسي في رده على سؤال حول هذا الموضوع أن من سبقوه قد أجابوا عن ذلك على غرار الرئيس ساركوزي خلال زيارته الأخيرة إلى قسنطينة، في محاولة للتهرب من السؤال.