كشف جمال فرج الله، القيادي المجمدة عضويته في الأرسيدي وزعيم المعارضين للدكتور سعيد سعدي، أن لقاء جمع المعارضة في الآونة الأخيرة تمخض عن ضرورة تبني خيارات تضمن عدم موت ''المعارضة الجديدة'' في البيضة على غرار تجارب المعارضة التي حاولت زعزعة سعدي من على عرش الأرسيدي، بسبب خلافاتها مع منهجية الزعيم وإستراتيجيته في الأداء السياسي منذ الساعات الأولى لترسيم ميلاد الحزب بعد الإعلان عن دستور التعددية الحزبية في الجزائر. وعلى رأس قوافل المعارضين لسياسات سعدي، يقول فرج الله في اتصال مع ''البلاد'' إنهم كثر يتقدمهم المحامي مقران آيت العربي وجمال زناتي والهادي ولد علي وغيرهم ممن انتفضوا على سياسة سعدي، مشيرا إلى أن انتفاضاتهم انتهت إلى زوال بعدما نجح سعدي في إخماد جذوتها بتحريك آلة ولاء حراس المعبد وتبني إستراتيجية تشويه دعائية حزبية يصفها فرج الله ب''المغرضة''. وأردف المتحد مؤكدا حسم المعارضة في خيار البقاء داخل الأرسيدي رغم مسارعة سعدي إلى إخراج ''يد القمع من قفازه الناعم''، في إشارة إلى قرارات التجميد التعسفية التي طالتهم في انتظار قرار الفصل النهائي الذي ستتخذه هياكل الحزب بإيعاز من سعدي. وأشار فرج الله إلى أن المعارضة الجديدة في الأرسيدي على دراية بأن العودة إلى البيت والتزام النفس كان الخطأ القاتل لكل المعارضين السابقين. وكشف المتحدث أن بوادر تنسيق جدي أضحت تلوح في أفق علاقات الجيل الحالي والسابق من المعارضين، من أمثال بن يونس والهادي ولد علي وهو التنسيق الذي قال عنه إنه يتعلق بالنظر في الآليات التي ينبغي اعتمادها ''لانتشال الأرسيدي من قبضة سعدي وأعوانه من حراس المعبد'' على حد تعبيره . وفيما فضل فرج الله التكتم على فحوى الإستراتيجية التي ينوي المعارضون تبنيها للإطاحة بسعدي، بعدما جزموا بما لا يرقى إليه الشك أن حل أزمة الأرسيدي يعبر لا محالة من بوابة الإطاحة بسعدي وإرساء الديمقراطية التداولية في قيادة حزب أسس بالطبيعة، يقول فرج الله، ''ليكون مضربا للمثل في الديمقراطية''، مكتفيا بالتأكيد على أن كل الخيارات تبقى مفتوحة بما في ذلك منازعة سعدي أمام المحاكم على شرعية قيادته للحزب أو عقد مؤتمر ''تصحيحي'' يدعى إليه كل مناضلي الأرسيدي وقياداته السابقة والحالية للحسم في مصير الحزب وإعادته إلى السكة التي أنشئ ليسير عليها. كما كشف النائب في الأرسيدي عن ولاية بجاية أن معارضة سعيد سعدي في صفوف الحزب مازالت تكتسح مساحات جديدة لدى مناضلين وقيادات فضلوا تكتيكيا عدم الإعلان عن موقفهم للرأي العام خاصة منذ سارع سعدي إلى تحريك آلة التسوية الانضباطية، رافضا أن يفتح نقاش في واقع ومآل الحزب في ظرف دق فيه الجميع ناقوس الإنذار تحذيرا من المستقبل المجهول لتشكيلة سعدي السياسية خاصة في ظل النتائج الزهيدة التي أضحى يحققها الحزب حتى في معاقله بمنطقة القبائل أين تزحزح تاركا المجال للأفلان والأرندي وغيرهم من الأحزاب الأخرى.