أفادت مصادر تشتغل على قضية محاولة اختطاف ابن مستثمر يملك مركبا سياحيا بزموري البحري شرق ولاية بومرداس قبل يومين، أن الخاطفين كانوا يرتدون زي أفراد الشرطة القضائية، وتمكن الشاب الذي كان على متن سيارته من التعرف على أحدهم ليلوذ بالفرار، حيث أطلقوا عيه 6 رصاصات قبل أن يفروا باتجاه الأحراش المجاورة. * وأكدت مصادر قريبة من التحقيق ل"الشروق"، أن الخاطفين كانوا يرتدون بدل أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية التابعة لأمن دائرة يسر وأمن دائرة بوقادير الذين سقطوا في كمين إرهابي بتيمزيرت عندما كانوا يقومون بمرافقة مراقبي امتحانات شهادة البكالوريا، حيث تم اغتيال 10 أشخاص منهم 8 من عناصر الشرطة وإطارين في قطاع التربية وتم الاستيلاء على بدلهم وأسلحتهم من نوع كلاشينكوف ومسدسات آلية. * وتأتي عملية الاختطاف الفاشلة لتؤكد انطلاق الأمير الجديد لسرية بوناب المدعو آكلي مزاري المعروف ب"أبو سفيان" في تنفيذ مخططاته الإجرامية المتمثلة أساسا في الاختطافات مقابل فدية واستهداف أفراد الأمن في حواجز مزيفة وكمائن. * وكانت "الشروق"، قد أشارت في وقت سابق الى تعيين "أبو سفيان" من طرف الأمير الجديد ل"كتيبة الأنصار" المدعو "العكروف" المكنى "أبو سلامة" ويعرف أيضا باسم "الفرماش" بحكم خبرته في مجال الخطف والحواجز المزيفة، حيث تنسب له عملية اختطاف رعية مصري بتيزي وزو قبل الإفراج عنه. * ويسجل انحسار النشاط الإرهابي بمنطقة زموري شرق بومرداس التي سجلت تحركات ارهابية في الآونة الأخيرة، حيث تم اغتيال رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة زموري ومساعده بأحد أحياء مدينة زموري وسبق ذلك تفجير قنبلة تقليدية بذات المنطقة التي يرجح زحف أتباع درودكال إليها بعد تضييق الخناق على تحركاتهم، خاصة بعد فتح مراكز أمنية جديدة بالعديد من المناطق الساخنة ببومرداس. * وكانت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة برج منايل قد تمكنت من تفكيك خلية إرهابية تضم 6 أفراد يرأسهم المدعو "الضيف" كما سبق ل"الشروق" أن عرضت تفاصيلها في عدد سابق على صلة ب"مجزرة" تيمزيرت وتم تحديد هوية 6 آخرين يجري توقيفهم تدريجيا، وأفاد هؤلاء للمحققين أن المدعو "أبو سفيان" طلب منهم رصد تحركات أثرياء المنطقة وتنقلات أفراد الأمن مما كان مؤشرا لأجهزة الأمن عن مخططات كتيبة الأنصار التي تسعى لتكثيف عمليات الإختطاف في ظل العجز المادي وتجفيف منابع التمويل إضافة الى استهداف مصالح الأمن، ولفتت مصادر أمنية الانتباه الى أن الإرهابيين يسعون لتنفيذ اعتداءات ضد أفراد الأمن بهدف الحصول على السلاح وأيضا البدل لتسهيل تنقلاتهم لتنفيذ عمليات ارهابية من سطو ونهب وحواجز مزيفة. * وتكشف هذه المعطيات الاتجاه مجددا نحو منهج "الجيا" بعد فشل الاعتداءات الإنتحارية الأخيرة بالأحزمة الناسفة، خاصة في ظل تشديد الرقابة على مصادر التمويل بالمواد المتفجرة، حيث تم مؤخرا تفكيك شبكة دعم تتكون من صيادين تنشط على محور مغنية، بوزجار بعين تموشنت، مستغانم، زموري ببومرداس إضافة الى الحصار المفروض على المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال".