الرئيس السوري بشار الأسد عائلتا جلال ومحامدية ترفعان شكاوى لمصالح الأمن والنيابة العامة ووزارة الخارجية * رفعت عائلتان جزائريتان شكويين لدى كل مصالح الأمن الولائي ببرج بوعريريج والنيابة العامة للمحكمة تبلغان فيها اختفاء مشبوها لطالبين هاجرا إلى سوريا لإكمال دراستهما هناك، ويتعلق الأمر بكل من "جلاّل باديس" الذي غادر الجزائر سنة 2006، وكان عمره آنذاك 25 سنة، وهو يبلغ اليوم 28 سنة، من حي الحدائق بمدينة برج بوعريريج، ولاية برج بوعريريج، وصديقه "محامدية عبد الحق" البالغ من العمر 28 سنة كذلك، وهو من نفس الحي. * تفاصيل القضية تعود حسب ما اكده ل "الشروق" السيد حمزة جلال، شقيق الطالب المختفي، إلى سنة 2006 عندما التحق أخوه رفقة صديقه بسوريا لإكمال دراستهما في جامعة دمشق ومعهد كفتارو للعلوم الدينية بسوريا، وقاما بكل التسجيلات اللازمة في جامعة دمشق، حيث دفعا ألف دولار مقابل التسجيل في الجامعة، كما استغلا الفرصة ليسجلا في معهد كفتارو للعلوم الدينية كذلك، مشيرا إلى ان عبد الحق وباديس متحصلين على شهادة البكالوريا، وكانا يدرسان في تخصص العلوم التجارية بجامعة محمد بوضياف بولاية المسيلة. * وفي هذا الصدد، اكد السيد حمزة في حديثه ل "الشروق اليومي" أن أخاه "ليس متشددا في الدين"، و"لا علاقة له بالأفكار الجهادية والتطرف الديني، وليس له أي علاقات أو اتصالات مع أي جماعة أو شخص متطرف"، كما أنه "ليس من أنصار التطوع للقتال في العراق، ولا يحمل أفكارا جهادية"، كما أنه "غير ملتح، ولا يلبس سراويل وقمصان نصف الساق"، بل يلبس في العادة سراويل جينز عادية، مثل كل الشباب الجزائريين، مضيفا "انه لم يكن أبدا موضع شبهة من طرف مصالح الأمن، مما يبعد فرضية التحاقه بالجماعات المتطرفة تماما، بمجرد أن قام بالتسجيلات في الجامعة والمعهد معا باشر الدراسة بشكل عادي، وكان على اتصال دائم مع العائلة، التي كانت تتصل به أسبوعيا"، ويضيف "كان أخي يتصل بأمي ويتحدث إليها كل أسبوع، ولم تكن أخباره تنقطع علينا أبدا، لكن فجأة انقطعت مكالماته وأخباره، لم يعد يتصل بنا، اعتقدنا في البداية انه انقطاع عادي لفترة مؤقتة، وأنه منهمك في الدراسة وسيعاود الاتصال بنا حال ما يتفرغ لذلك، لكن مضت الأيام والشهور، وبقيت أخباره منقطعة"، مضيفا بحسرة "حاولنا مراسلته، ومكالمته بكل الطرق، تحدثنا مع مصلحة خاصة بالجزائريين المتهمين في الخارج على مستوى وزارة الخارجية، لكنهم اخبرونا بأنهم لا يملكون أي معومات لا عنه ولا عن صديقه، علما أن سوريا لا تفرض التأشيرة على الجزائريين الذين يرغبون في دخول اراضيها، ويمكن للجزائريين أن يسافروا إليها دون الحصول على التأشيرة". * وأكد المتحدث بأن عائلتي الطالبين اتصلتا برئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، بوجمعة غشير، وطلبتا منه مساعدتهما لاسترجاع ولديهما، هذا الأخير الذي بحث الأمر مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان وزودها بكل المعلومات عن الشابين الجزائريين بما فيها صور الشابين. * كما اتصلت العائلتان بمكتب منظمة الصليب الأحمر الدولي في الجزائر، وطلبت منها التدخل لترشدهما أو تساعدهما على معرفة إن كان ولديهما من بين الأحياء أو الأموات أو الموقوفين في سجن ما. * ويضيف "اتصلنا بمسؤولي السفارة الجزائرية في دمشق، لكنهم أبلغونا بأنهم لا يملكون إحصاء شاملا لكل الجزائريين في سوريا، كما أن بوجمعة غشير التقى بمسؤولي السفارة الجزائرية في سوريا وأعطاهم كل المعلومات". * وتجدر الإشارة إلى أن السجون السورية تضم عددا كبيرا من المتطوعين الجزائريين للقتال في العراق الذين تم توقيفهم منذ سنة 2003 من طرف مصالح الأمن في سوريا بتهمة الإرهاب، معظمهم كانوا يحاولون الدخول للأراضي العراقية للقتال ضد الشعية وضد قوات الاحتلال الأمريكية، وقدرت بعض المصادر الإعلامية عدد هؤلاء الجزائريين الموقوفين بسوريا ب 200 جزائري.