"إعمار" عرضت مشاريعها العملاقة على الرئيس بوتفليقة أعلنت السبت رسميا، شركة "إعمار" العقارية التي تتخذ من دبي مقرا لها، إغلاق مكتبها في الجزائر بسبب ما وصفته بعدم إحراز تقدم في مشاريعها، وهو ما كشفت عنه "الشروق" في عددها الصادر الخميس المنصرم، على لسان ممثل الشركة. * * وقالت المجموعة في بيان رسمي، إنها وضعت تصاميم مشاريع رئيسية في الجزائر وأن الخطط قدمت إلى الحكومة الجزائرية للحصول على الموافقات الضرورية، ولكن في ظل عدم تحقيق تقدم لأسباب ليست بيد الشركة فقد تقرر إغلاق المكتب الذي كان يهدف إلى مباشرة أربعة مشاريع بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، وكلفت الدراسات والتصاميم التي أنجزتها المجموعة 10 ملايين دولار. * وشرعت الشركة في إخلاء مكتب فرعها بالجزائر من الإطارات التي كانت تعمل على متابعة مشاريع "إعمار" الأربعة بالجزائر، وكلف كراء المكتب بعاصمة الجزائر أزيد من نصف مليون دولار. * وقال الخبير الاقتصادي، محمد بهلول، معلقا على القرار في تصريحات ل"الشروق"، إن قرار المجموعة بالانسحاب النهائي من الجزائر يعد خطوة غير إيجابية تماما في مسار مراجعات الحكومة الجزائرية لقوانين الاستثمارات، مضيفا أن ردة الفعل هذه ستكون لها عواقب سلبية للغاية على سمعة الوجهة الجزائرية، وخاصة أن الخطوة جاءت من مجموعة عالمية لها وزن كبير في العالم ولها حضور قوي في الكثير من الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا. * وتابع بهلول، أن الخطوة كانت متوقعة منذ بداية السنة، ولكن آثارها ستكون لها عواقب على الموقف التفاوضي للحكومة الجزائرية بشأن الاستثمارات الأجنبية المباشرة. * ويعتقد الخبير الاقتصادي والمدير العام لمعهد التنمية البشرية، أن الخطوة التي أقدمت عليها المجموعة الإماراتية، يمكن أن تكون خطوة للضغط من أجل التفاوض مع الحكومة الجزائرية، وقال إنها من الحيل التي تلجأ إليها بعض شركات الاستثمار العالمية لإضعاف المواقف التفاوضية لبعض الحكومات. داعيا الحكومة الجزائرية إلى الثبات على مواقفها وعدم الإسراع في تغيير مواقفها والتشريعات التي تسنها من حين إلى آخر، لأن ذلك يسبب لها حرجا كبيرا حيال شركائها المحليين والأجانب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات الأجنبية المباشرة على الرغم من أن بعض المستثمرين قرروا الانسحاب قبل الشروع في تنفيذ مشاريعهم ومنهم شركة "إعمار". * ووقعت "إعمار" مع الحكومة الجزائرية في مارس 2008 اتفاق بروتوكول بشأن إقامة مشاريع قيمتها 20 مليار دولار هي الأضخم على الإطلاق في الجزائر. ولكن المشاريع تأجلت بسبب تماطل الحكومة الجزائرية في الموافقة على المشاريع ومنحها الأراضي اللازمة لإقامة المشاريع، قبل الشروع في الانسحاب بهدوء تحت وطأة البيروقراطية وضعف الشفافية وصعوبة الإجراءات الخاصة بالحفاظ على المستثمرين الجديين في الجزائر بالمقارنة مع دول الجوار التي نجحت في الاستفادة من التطور العقاري والطفرة المالية التي تتوفر عليها حكومات الخليج العربي. * وتأثرت "إعمار" العقارية التي تقوم حاليا ببناء أطول برج في العالم في دبي، حيث لاتزال تحقق الجانب الأكبر من عائداتها بالأزمة الاقتصادية التي أوقفت طفرة عقارية كانت تشهدها دبي. وفي نهاية العام الماضي اضطرت وحدة "إعمار" في الولاياتالمتحدة "جون لانج هومز" إلى طلب الحماية بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي، وتعرضت الشركة لتراجع نسبته 74 بالمائة في أرباح الربع الأول من العام الجاري مع تأثر المبيعات وتسليم المشاريع بالأزمة العقارية. * وقررت مجموعة "إعمار" الاندماج مع ثلاث شركات للتطوير العقاري مملوكة لحكومة دبي هي "دبي للعقارات"، و"سما دبي"، و"تطوير"، وجميعها شركات رئيسية في قطاع العقارات، ونتج عن عملية الدمج كيان ضخم تبلغ أصوله نحو 53 مليار دولار. *