حولت الأندية الجزائرية اهتمامها نحو اللاعبين الجزائريين المغتربين الذي ينشطون في مختلف البطولات الفرنسية على اختلاف درجاتها، وهذا بعد القانون الأخير الذي أقرته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمنع أنديتنا من انتداب لاعبين أجانب بهدف إعطاء الفرصة للمواهب الكروية الجزائرية واكتشافها بعدما أصبحت تعاني من التهميش المقصود. بسبب اعتماد أنديتنا على سياسة اللاعب الجاهز واستيراد لاعبين أفارقة لم يقدموا الإضافات اللازمة للكرة الجزائرية رغم الأموال الخيالية التي تصرفها أنديتنا على هؤلاء اللاعبين الذين يعتبرون اللعب في الجزائر مجرد بوابة نحو الاحتراف في أوروبا. ويمكن الجزم بأنه رغم قصر تجربة اللاعبين الجزائريين المغتربين مع البطولة الوطنية، إلا أنها كانت ناجحة على كل المستويات وأعطت نتائج باهرة سواء بالنسبة للأندية أو المنتخب الوطني، وما التجربة الرائعة التي خاضها اللاعب خالد لموشية سواء مع الوفاق السطايفي أو المنتخب الوطني إلا خير دليل على الإمكانيات الكبيرة التي يزخر بها أبناء المهجر، والتي يجب على الجزائر استغلالها بتشجيع هؤلاء اللاعبين المغتربين على العب في الجزائر خاصة وأنهم تكونوا في أكبر الأندية الفرنسية ولا يكلفون أنديتنا أموالا كبيرة مقارنة باللاعب الإفريقي. نجاح تجربة لموشية حفّز الأندية الأداء المميز الذي أظهره اللاعب الدولي لتشكيلة النسر الأسود خالد لموشية جعل أغلبية أنديتنا تراجع حساباتها بخصوص انتداب اللاعبين تحسبا للموسم المقبل 2009-2010، حيث تشير آخر الأرقام أن بطولة الموسم المقبل ستشهد تدفقا كبيرا للاعبين المغتربين، خاصة وأن الأندية لن تكون مقيدة بأي نوع من القوانين، بل على العكس ستكون أمامها فرصة جلب اكب عدد ممكن من اللاعبين وتجريبهم واختيار أفضلهم لتدعيم صفوفها. ويمكن القول إن الوجه الجد مشرف الذي أظهره لموشية مع وفاق سطيف والمنتخب الوطني وكذلك زرداب مع شبيبة بجاية، هو الذي فتح أعين أنديتنا على مثل هذه المواهب المنسية في فرنسا، والتي يجب أن تحظى باهتمام اكبر، كما يجب على الفاف أن تراجع حساباتها بخصوص هؤلاء اللاعبين خاصة في ظل ضعف مستوى اللاعب المحلي وكذلك البطولة الوطنية. لاعبون مغتربون.. محترفون بأتم معنى الكلمة لا يختلف مستوى اللاعبين الجزائريين المغتربين عن مستوى أشهر اللاعبين المحترفين، فهم لاعبون محترفون بأتم معنى الكلمة لكونهم تلقوا تكوينا قويا ومحترفا في أكبر وأشهر الأندية الفرنسية مثل ليون، باريس سان جيرمان، مرسيليا، بوردو... وهم الآن يلعبون في أعلى المستويات المحترفة ضمن أكبر البطولات الأوربية مثل فرنسا وايطاليا وانجلترا وألمانيا... وهذا كله يصب في مصلحة المنتخب الوطني الذي تمكن من العودة إلى الواجهة الدولية بفضل مجهودات اللاعبين المغتربين حيث تحسنت نتائج الخضر بشكل كبير، إلى درجة أن المنتخب الوطني أصبح معادلة صعبة في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كاسي العالم وإفريقيا 2010بعد الإطاحة بالفراعنة والعودة من زامبيا بالنقاط الثلاث التي مهدت لرفقاء مجيد بوفرة الطريق نحو التأهل إلى كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا. المنتخب الوطني 90بالمائة مغتربين يشكل اللاعبون الجزائريون المغتربون نسبة 90بالمائة من تركيبة المنتخب الوطني الحالي، فباستثناء الحارس فاواوي والمدافع المحترف حليش وكذلك المهاجم رفيق صايفي، وهم من خريجي المدرسة المحلية، فان باقي التشكيلة الأساسية للخضر كلها من مدرسة المغتربين بقيادة المايسترو كريم زياني والمدافع القوي مجيد بوفرة، مرورا بنذير بلحاج، غزال، جبور، منصوري ومطمور... يحبون الجزائر حتى النخاع ويبكون من أجل العلم الوطني رغم الحملات المغرضة التي تعرضوا لها في السنوات الماضية من طرف بعض رؤساء الأندية على وجه الخصوص، إلا أن اللاعب المغترب برهن في العديد من المناسبات على وطنيته وتعلقه الأبدي بالجزائر وشغفه من أجل الدفاع عن الألوان الوطنية رغم المؤامرات التي تعرضوا لها وكذلك الوعود الكاذبة التي تلقوها من طرف بعض رؤساء الفاف السابقين. خاصة فيما يخص تحسين ظروفهم المالية والتأمين وتذاكر السفر.. لقد أثبت أبناء جلدتنا في المهجر حبهم وولائهم للمنتخب الوطني إلى درجة ربما تفوق تعلق اللاعب المحلي، فاللاعب المغترب أكد على احترافيته في كل المواعيد وأصبح يضحي من اجل مصلحة المنتخب الوطني، فكان المدرب الوطني رابح سعدان على حق عندما راهن على ورقة المحترفين بعدما تيقن بأن المراهنة على اللاعب المحلي ستكون نتيجته كارثية على كل الأصعدة.