صورة من الارشيف تفاجأ في نهاية الأسبوع الماضي، عمال ورشة بناء داخلية بمتوسطة باجي مختار وسط مدينة سوق أهراس أثناء أشغال الحفر بوجود بقايا ألغام مضادة للأفراد والجماعات، كما تم العثور على أسلحة بيضاء، منها سيوف وخناجر مخزنة داخل أنفاق صغيرة، إضافة إلى بعض الأجزاء من هيكل عظمي بشري. * * وفور الكشف عن هذه الأشياء، توقفت الأشغال، وفي انتظار تدخل الجهات المعنية للتحري ومواصلة التنقيب عن بقايا أسلحة وذخيرة أخرى تكون من مخلفات الاستعمار كون المتوسطة كانت ثكنة في تلك الفترة وهي مشكلة من بنايات جاهزة، حيث تمت إزالتها قبل سنتين ويأتي هذا الاكتشاف بعد حوالي سنتين من اكتشاف مماثل بساحة ومطعم مدرسي ببلدية تاورة، الأمر الذي استدعى تحويل التلاميذ إلى مؤسسة أخرى، تفاديا لخطورة حقل الألغام الذي عثر عليه، وقد سجلت ولاية سوق أهراس التي ظلت أثناء الثورة منطقة عبور الأسلحة والذخيرة للمجاهدين، العديد من الحوادث المرتبطة بانفجار الألغام، مخلفة مئات القتلى والمعوقين من ضحايا الألغام على مستوى الشريط الحدودي، كان آخرها /1999/ مقتل شخصين في ما فقدت والدتهما ساقها داخل مقر سكناهم القصديري، إثر انفجار لغم تعرض لحرارة الموقد بمشتة السبعة، التابعة لعرش أولاد احزاز، وتتوزع حقول الألغام التي خلفها الاستعمار، إضافة إلى خطي شال وموريس المكهربين، على مساحات شاسعة بتراب الولاية، حيث لا تزال العديد من المناطق محرمة على المواطنين، واستنادا إلى إحصائيات رئيس الاتحاد الولائي للمعوقين حركيا ونائب جمعية ضحايا الألغام "رمضان ضيفي" فإن عدد قتلى مختلف أنواع المتفجرات التي زرعها الاستعمار بتراب ولاية سوق أهراس بلغ 300 قتيل، فيما يفوق عدد المعوقين بين مبتوري الأطراف كلها أو بعضها 2000 شخص.