لا زواج في رمضان عند الجزائريين في رمضان يتعطل كل شيء في الجزائر إلا الاستهلاك .. ويفتي الناس لأنفسهم ويصدقوا فتاويهم ويجعلونها قاعدة لحياتهم, بالرغم من أن الله لم ينزل بها من سلطان.. * * ومن الظواهر التي دأب على تنفيذها الجزائريون أن لا يتزوجوا في رمضان, ولاحظنا هذا العام كيف ازدحمت القاعات بالأعراس قبل الشهر الفضيل وكيف ازدحمت أيضا الشوارع, وبعد إطلالة هلال رمضان توقفت الحركة مع الأعراس نهائيا وهي مؤجلة جميعها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك . * وإذا كان الجزائريون يستغلون ليلة السابع والعشرون لأجل إقامة حفلات الختان, فإنه لم يحدث وأن تزوج جزائري في شهر رمضان وحتى حفلات الخطوبة وقراءة الفاتحة ممنوعة في شهر رمضان لأن أعراسنا مبنية على الأكل والشرب وكل هته الطقوس الفرحية مليئة بولائم الطعام .. حيث يبدو من غير المعقول أن يتجه رجل لخطبة إمرأة رفقة أهله في يوم رمضاني دون أن يتناولو الحلويات والمشروبات كما أن الخاطب يكون دائما حاملا معه إلى جانب باقة الورود قطعة الحلوى.. وتوجد قليل من الاستثناءات لرجال خطبوا في السهرات الرمضانية. * أما قراءة الفاتحة في رمضان فهي أيضا غير موجودة لأن التقاليد الجديدة صارت تركز على قراءة فاتحة الكتاب لإعلان القران أمام الناس في المساجد وتكون القراءة مصحوبة بتناول المشروبات والحلويات ولو فكّر أي خاطب في قراءة الفاتحة في نهار رمضان فإنه سيتهم بالبخل خاصة أن قراءة الفاتحة ليلا غير ممكنة بسبب صلاة التراويح التي تتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل..ولا أحد يفهم لماذا لا يتزوج الجزائريون خلال شهر رمضان رغم جواز الزواج في الشهر الفضيل بل أن بعض العلماء يحبذونه على بقية الشهور. * ويؤكد الفقهاء جميعا أن لا خلاف في جواز عقد القران في الشهر المبارك سواء تم الزواج في الليل أو في النهار.. ولا خلاف كذلك كما يقول الدكتور "أحمد الشرباصي" الأستاذ السابق في جامع الأزهر لا خلاف بين الفقهاء في جواز الدخول على الزوجة في شهر رمضان في غير وقت الصوم, وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس, ولا أصل لما يزعمه بعض الناس إذ لم يرد في الشريعة نص يحرم عقد الزواج في شهر رمضان, أو يحرم الدخول في أثنائه في غير وقت الصوم. * وإذا كان الشيعة يحرّمون الزواج في شهر محرم فإن ذلك لا أصل له في الشريعة الإسلامية, وتحريم الزواج في الشهر الذي قتل فيه سيدنا الحسين إبن علي كرم الله وجهه لا منطق فيه لأن كل الشهور بالتأكيد ومن دون استثناء استشهد فيها عظماء من الإسلام, ومات فيها الأنبياء وإذا حرّمنا الفرح في أيام رحيل العظماء فإن قدرنا سيكون الحزن إلى الأبد.. والزواج هو من أكبر الفرائض لأجل ذلك فهو جائز على الدوام ومستحب في الأيام الفاضلة حتى تنزل البركات على المتزوجين الجدد. * لا نظن بأن الجزائريين سيقتنعون بهذا الطرح لأن الزواج به أيضا تقاليد توارثوها أبا عن جد, وأهمها الطعام في النهار والليل, ويدخلون ذلك ضمن إطار سنّة إكرام الضيف والجزائر بعد عيد الفطر ستشهد اندلاع أفراح الزواج, حيث أكد أصحاب القاعات أن الحجوزات مغلقة خاصة في الشهر الذي يلي شهر رمضان أي من عيد الفطر إلى غاية أواخر شهر أكتوبر.