غريب ما يحدث في محيط الخضر في الآونة الأخيرة، وبالتحديد منذ الانتصارالذي عاد به زملاء القائد يزيد منصوري من أمام زامبيا،حيث تحوّل الحلم بالمشاركة في كأس إفريقيا بأنغولا إلى المطالبة بالتتويج بكأس العالم بجنوب إفريقيا. * * فمنذ الفوز على منتخب زامبيا بثنائية بدأ الغرور يتسلل إلى نفوس بعض المحيطين بالمنتخب وحتى الأنصار، انجروا وراء ذلك بالنظر إلى تعطشهم الكبير لرؤية الراية الجزائرية ترفرف في سماء جنوب إفريقيا في جوان من العام القادم. * لكن الحقيقة التي يجب أن يتوقف عندها الجمهور الجزائري هي أن الخضر لم يتأهلوا بعد إلى كأس إفريقيا وعلى الجميع انتظار ما ستسفر عليه باقي المواجهات في التصفيات لأن الغرور قد يقلب السحر على الساحر، كما حدث في العديد من المرات مع المنتخب وسيناريو غينيا مازال في الأذهان. * البعض طالب برحلات خاصة إلى جنوب إفريقيا؟ * ويبدو أن بعض الجماهير الجزائرية لا يريد انتظار انتهاء التصفيات ويحاول استباق الأحداث، حيث اتصل عدد معتبر من الأنصار بصحيفة الشروق اليومي منذ الفوز على زامبيا يسألون عن كيفية السفر إلى جنوب إفريقيا، وعن وكالات السفر التي تمكنهم من ذلك. وذهب بعض الأنصار إلى أكثر من ذلك، حيث طالبوا من السلطات العليا في الدولة تخصيص رحلات جوية تنطلق من الجزائر باتجاه عاصمة جنوب إفريقيا جوهنزبورغ. * * لا يعيرون اهتماما لزامبيا ورواندا * وعن مستقبل الخضر في التصفيات فإن بعض الأنصار يتصلون يوميا بالجريدة ليتفننوا في تقديم النتائج التي ستنتهي عليها مواجهات الخضر أمام زامبيا، رواندا ومصر، حيث أكد مواطن من سوق أهراس أن الجزائر ستتفوق بثلاثة أهداف دون مقابل أمام زامبيا وبرباعية أمام رواندا، وبهدفين أمام مصر في القاهرة. * وذهب مواطن آخر من تيارت إلى أبعد من ذلك عندما قال"علينا البدء في تنظيم حفل التأهل، لأننا سنتفوّق برباعية على زامبيا ورواندا وسنسحق الفراعنة بثلاثية في ملعب القاهرة وسنلعب الأدوار الأولى في مونديال جنوب إفريقيا". * * من الأنصار من طالب سعدان بكأس العالم * وإن كان بعض الأنصار يتحدثون فقط عن التصفيات فإن البعض الآخر ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما أكدوا أن الجزائر قادرة على الفوز بكأس العالم دون أن يعيروا أي اهتمام للمنتخبات الأخرى. * فمدرب المنتخب الوطني رابح سعدان أكد أنه يتأسف عندما يقترب منه بعض الأنصار ويطالبونه بالتتويج بكأس العالم حيث قال"صرت لا أعرف كيف أرد على بعض الأنصار، فمنهم من يطالبنا بالتتويج بكأس العالم، رغم أننا لم نحقق بعد التأهل إلى كأس إفريقيا". * ومن المسؤولين من تغيّر 180 درجة * وإن كان بعض الأنصار معذورين بما أن رضاء الجميع غير ممكن، فإن اللوم وكل اللوم يقع على بعض المسؤولين الذين صاروا يتشدقون بالتأهل إلى المونديال ولعب الأدوار الأولى، ضانين بأن الأموال قادرة على تحقيق كل شيء. * فبعض الطفيليين من المسؤولين الذين غابوا عن مدرجات الملاعب في الوقت الذي كان الخضر بحاجة إليهم صاروا يتسابقون لطلب الدعوات، لأن معظمهم يرفض دفع مبلغ التذاكر يشكلون ضغطا رهيبا على الطاقم الفني واللاعبين الذين أكدوا مرارا أنهم ملوا محيط الخضر، خاصة بعد الذي أضحى يحدث لهم في تربصاتهم. * * على الجميع تذكر سيناريو غينيا والمغرب * وإن كان الجميع يحلم بالتأهل إلى كأس إفريقيا بأنغولا ومونديال جنوب إفريقيا -والحلم مشروع-، إلا أن الغرور قد يقلب الطاولة على الجميع، خاصة في حالة التعثر أمام زامبيا وعليه فإن الجميع مطالب بوضع الأرجل على الأرض ولعب مباراة بمباراة لأن طريق المونديال مازال شاقا. خاصة إذا عدنا للوراء وتذكرنا ما حدث للخضر أمام غينيا 2007 وأمام المغرب في الدور ربع النهائي في كأس إفريقيا 2004 بتونس. * وعلى كل حال فإننا نأمل أن يتحقق حلم جميع الجزائريين بالتأهل للمونديال ونسيان الصورة السوداء التي رسمت على كرتنا في العشرين سنة الأخيرة، لأنه كما قال سعدان "أكبر حزب في الجزائر هو حزب كرة القدم الذي تمكن من إخراج جميع الجزائريين إلى الشارع عقب الفوز على مصر وزامبيا".