ولد السمان بين أيدي الأمن الموريتاني/صورة مراسل الشروق من نواكشوط أحيل على العدالة في نواقشوط، أول أمس، 39 معتقلا بتهمة الانتماء للسفلية الجهادية، يعتقد ان لهم صلة بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي"، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة شاركت فيها وحدات من الشرطة والدرك والمخابرات، وتضم المجموعة الجديدة المتهمين الرئيسيين بقتل السياح الفرنسيين في "ألاك"، إضافة إلى كل من الخديم ولد السمان المتهم الرئيسي بتدبير الهجوم على السفارة الإسريئلية في نواقشوط مطلع فيفري الماضي. * * غنمنا 55 مليون أوقية وحولنا 45 مليونا منها إلى الجزائر * * * وجاءت هذه الإحالة بعد مضي أكثر من سبعة أيام على انتهاء فترة الحراسة النظرية المحددة بثلاثين يوما، وذكرت مصادر قانونية أن قانون الإرهاب في موريتانيا يسمح بتأجيل إحالة المعتقلين في هذه القضايا لغاية اكتمال الإجراءات الضرورية المطلوبة لهذا الأمر. * ونقل عناصر السلفية الجهادية إلى قصر العدالة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أحاطت سيارات الأمن بمباني القصر وأغلقت الطرق المؤدية إليه. * ومن أبرز المحالين على العدالة الموريتانية أمير تنظيم "القاعدة" في موريتانيا، "الخديم ولد السمان" الذي أبلغ المحققين وفق مصادر الشروق أن عودته لموريتانيا جاءت بعد تكليفه من الأمير "خالد" عضو مجلس شورى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" من أجل تأسيس فرع جديد للجماعة في موريتانيا، لكنه لا يدرى إن كان قرار تشكيل الجماعة قرارا فرديا من "الأمير خالد" أم من مجلس شورى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". * * بايعني 20 شخصا أميرا "للقاعدة" بينهم معتقلون * * وتقول مصادر "الشروق" إن المدعو الخديم ولد السمان أبلغهم بأنه أول عملية كلف بها في موريتانيا من "الأمير خالد" كانت خطف أموال تابعة للسلطة، وذلك حينما اتصل به هاتفيا ليبلغه عن وجود معلومات لدى "الجماعة السلفية" تفيد أن بعض الأموال المهمة تنقل بشكل يدوي من ميناء نواقشوط إلى خزينة الدولة الموريتانية وأن بعض الأفراد يراقبونها، لكنهم لم يتمكنوا من أخذها وفعلا - يضيف ولد السمان - استجابت للطلب وانتظرت اتصال "عبد الرحيم" (الشخص المكلف بمراقبة الأموال) ليحدد وقت نقل الأموال من أجل تنفيذ كمين على الطريق الذي تمر به، وانتظرت وأخبرني في إحدى المرات بعد أن تجهزنا أن الأموال تأجل نقلها إلى الصباح، وبعد متابعة من "عبد الرحيم" أبلغنا بتحرك حاملي الأموال وفعلا لاحقناها وطلبنا منهم التوقف وفعلا توقفوا، وأعتقد أن السبب هو أننا كنا نرتدي زيا عسكريا وحينما حاولنا أخذ المبلغ توقفت سيارة أخرى أطلق رفيقي النار فوقها وأمرته بالتوقف عن إطلاق النار وأخذنا الأموال وركبنا سيارتنا وهي من "لاند اكرزير" وكانت المبالغ تتراوح ما بين 55 و56 مليون أوقية تم تحويل 45 مليون أوقية منها للجماعة السلفية للدعوة والقتال عن طريق "عبد الرحيم"، بينما احتفظ هو ببقية المبلغ لأغراض الجماعة محليا. * وأقر الخديم بتلقيه مبلغ ثلاثة ملايين أوقية (الدولار يساوي 240 أوقية ) من "الأمير خالد" ولم يتبق منها سوى 300 ألف أوقية وسيارة من نوع مرسيدس 190 مخصصة لتحرك الجماعة وبعض المصاريف الأخرى. * وكشف "الخديم ولد السمان" عن وجود 20 شخصية بايعته أميرا للتنظيم الجديد بينها بعض المعتقلين. وعن الطريقة التى سمع بها عن تحرك الأجهزة الأمنية قال أمير الجماعة المفترضة "الخديم ولد السمان" للمحققين إن المدعو "عبد الرحيم"، والذي كان مقيما بمنزل قرب "حمام النيل" اتصل به هاتفيا وأخبره بأن سيارة تحمل "العمال" تتجه إلى المنزل، ففهمت - يقول ولد السمان - أن المقصود بالعمال هم الشرطة، فاتصلت هاتفيا بأحد الموجودين في المنزل (أحمد ولد الراظي) وطلبت منهم أخذ الحيطة والحذر قبل أن أتوجه إلى المكان قبل المواجهات بقليل، ما أدى إلى إفلات عناصر المجموعة من الاعتقال. * وأضاف لما دخلت المنزل أخذت قطعة سلاح من نوع "رشاش" وأطلقت النار فوق الشرطة، حيث لاذوا بالفرار وبعدها استغل المسلحون وعددهم سبعة أفراد سيارة "كورولا"، قال الخديم ولد السمان للمحققين، إنها مسروقة، مرجحا أن تكون السيارة المسروقة تابعة لوزارة الداخلية الموريتانية. * وبعد العملية قال "الخديم ولد السمان" للمحققين لقد توجهنا إلى منطقة "صكوكي" وهو أحد الأحياء الهامشية بنواقشوط واتصل "عبد الرحيم" بشخص وفّر لنا المبيت في مقاطعة "تيارت"، حيث قرر قادة التنظيم إخفاء العناصر المشبوهة وفك الارتباط بباقي أفراد المجموعة غير المشهورين. * وعن المتفجرات التى عثر عليها مع المجموعة قال الخديم ولد السمان إن الشخص الذي سقط في المواجهات مع الشرطة (أحمد ولد الراضي) هو المسؤول عنها بعد تدريبه من قبل أحد الأفراد الآخرين استقدمه عبد الرحيم للغرض ذاته، وقد تم صنع ثلاث عبوات ناسفة واحدة من الحجم الكبير بعد شراء مستلزماتها من الصيدليات. * وعن عملية السفارة قال لقد دبرتها لإعادة الاعتبار لمن سماهم ب "المجاهدين" بعد أحداث "الاك" التي راح ضحيتها أربعة سياح فرنسيين والحملة الإعلامية التى شنها الإعلام بعد اعتقال عناصر المجموعة. * وقال ولد السمان إنه قاد العملية بنفسه مع "موسى ولد أندي" والطيب ولد سيدي عالي وأنه كان يعرض الفكرة من أصلها لمعرفته بعدم وجود إسرائيليين بالسفارة، لكنه نفذها استجابة لطلب "الأمير خالد" الذي اتصل به بعدها دون أن يتلقى تهنئة، مؤكدا أن موسى ولد أندي هو من أطلق النار على الفرنسية بعدما تخيل وجود حرسي بجانبها.