تمكنت الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالعلمة بولاية سطيف من إلقاء القبض على أحد أكبر المتهمين بترويج المخدرات عبر الوطن، ويتعلق الأمر بالمدعو "البولون" الذي ينشط في شبكة وطنية تمتد إلى غرب البلاد، ويعتبر الممون الرئيسي للعصابات الناشطة عبر الشرق الجزائري وهو النشاط الذي مكنه من تكوين ثروة طائلة أهلته ليكون بارون المخدرات بولاية سطيف. * العملية تعتبر الأكبر من نوعها بالمنطقة لأن الأمر يتعلق بأحد أكبر المتهمين بترويج المخدرات عبر شبكات منظمة تنشط عبر العديد من الولايات، وقد تم ترصد المعني منذ حوالي ثلاثة أشهر، حيث تم إلقاء القبض على ثلاثة زبائن "الجملة" إعتادوا التعامل معه.. وعند تتبع تحركاته شوهد وهو على متن سيارة فاخرة متجها نحو غابة "بن بلة بالعلمة"، اذ كان على موعد لتسليم البضاعة لإحدى العصابات الناشطة في ترويج المخدرات، لكن عندما انتبه لتحركات رجال الأمن قام برمي 1 كغ من الكيف من نافذة السيارة ولاذ بالفرار وبعد ملاحقة بوليسية تمكن من الإفلات واختفى عن الأنظار لكن أمام إصرار عناصر الفرقة المتنقلة على ملاحقته استمرت عملية البحث عنه يوما كاملا حيث ظهر المتهم على متن سيارة ثانية من نوع باسات (آخر طراز) ليفاجئه عناصر الفرقة من جديد وتم القبض عليه بضواحي العلمة بولاية سطيف. وبعد إحالته على التحقيق تم استصدار أمر لتفتيش منزله حيث تم العثور على آلات تستعمل في تقطيع الكيف وتعليبه اذ يتم تقسيم كمية كبيرة من هذه المادة إلى قطع بهدف الترويج، كما تم العثور على كمية معتبرة من الذهب ومبالغ مالية بمختلف العملات الأجنبية بالإضافة إلى آلة حديثة لحساب الأوراق النقدية. والأغرب من هذا كله تبين أن المتهم البالغ من العمر 36 سنة يتعمد تربية الكلاب "من جنس الأنثى" لتضليل الكلاب البوليسية في حالة البحث عن المخدرات لأن في هذه الحالة الكلب البوليسي يهتم برائحة الأنثى ويهمل رائحة المخدرات، وهي الطريقة المعتمدة من طرف أكبر العصابات التي تنشط في الدول الأجنبية. * وحسب المعلومات الواردة إلينا فإن هذا البارون الذي لم يمارس أي مهنة في حياته ويبدو في الظاهر شاب بطال فإن أملاكه التي تم التعرف عليها تتمثل في 7 قصور فاخرة والعديد من المحلات المؤجرة لبعض التجار، كما تبيّن أن المتهم يملك 5 سيارات فخمة كلها من الطراز الراقي جدا، وتشير مصادرنا إلى امتلاك المتهم ل 5 هواتف نقالة شغالة وكل هاتف بشريحة ومن بينها شرائح أجنبية. كل هذه المعطيات توحي بأن الأمر يتعلق ببارون حقيقي وباحترافية كبيرة في المتاجرة بالمخدرات حيث تشير بعض المصادر إلى أن نشاط التهم يمتد إلى العديد من الولايات بما فيها الواقعة بغرب البلاد اذ تنشط أكبر العصابات المختصة في ترويج هذه السموم. * وبهذه العملية تكون الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بالعلمة قد أوقعت بأحد الرؤوس الكبرى المتهمة بالتربع على عرش المخدرات، مع العلم أن مصالح الأمن عبر ولاية سطيف نجحت في الآونة الأخيرة في تنفيذ عدة عمليات ضد مروجي المخدرات، وقد توجت آخر عملية بعين ولمان بإلقاء القبض على شيخ عمره 65 سنة بحوزته رطل من الكيف المعالج لتتلقى بذلك العصابات الناشطة في هذا المجال ضربات قوية، وفي انتظار امتثال المتهمين أمام العدالة تبقى عمليات مكافحة المخدرات مستمرة عبر مختلف المناطق.