وزير الفلاحة رشيد بن عيسى حاول قبل يومين فلاح الإنتحار برمي نفسه من على سطح مقر مديرية المصالح الفلاحية بالجلفة، وقد نجح ممثل عن مصالح الأمن ورئيس لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي من إقناعه بالعدول عن فكرة الانتحار، بعد أن هدد برمي نفسه من سطح المديرية. * وندد الشاب "محمد لمين"، 27 سنة من البيروقراطية التي أثقلت كاهله، حيث لم يتم تسوية وضعيته رغم إنهاء كافة الأشغال الموكله له منذ سنوات، ضمن مشاريع المحضر 49، الخاص ببرنامج الدعم الفلاحي، وبصوت عال أكد أن قراره بالإنتحار جاء نتيجة الضغوط الممارسة عليه من طرف رئيس مصلحة بمديرية المصالح الفلاحية، والابتزاز الذي يتلقاه لتسوية وضعيته العالقة منذ سنوات. مضيفا أنه صرف كل ما يملك للقيام بإنجاز المشاريع الفلاحية التي استفاد منها، بعد أن باع والده المسكن لمساعدته في إنجاز هذه المشاريع. * ويجد عدد من الفلاحين الذين استفادوا من مشاريع في إطار المحضر 49 ضمن الدعم الفلاحي عراقيل إدارية أثناء تسوية وضعيتهم بشكل نهائي، حيث يتم معالجة بعض الملفات، فيما تبقى ملفات أخرى عالقة، وتحدث الفلاح الذي هدد بالإنتحار بشكل صريح عن وجود رئيس مصلحة بمديرية المصالح الفلاحية يعمل على عرقلة استفادة الفلاحين من أجل الإبتزاز و"البزنسة". * وندد الفلاحون باضطرارهم للتعامل مع موظفين بمديرية المصالح الفلاحية ووسطاء، رغم أن القضية تتعلق بإجراءات بين المديرية وبنك التنمية المحلية، ولا تستدعي كل هذه التعقيدات. * وثمن عدد منهم مجهودات مدير المصالح الفلاحية الذي تدخل من أجل فتح ملف المحضر 49، رغم صعوبته، مطالبين في الوقت نفسه بتدخله من أجل وقف تجاوزات بعض الموظفين، وتوفير جو مناسب أثناء الاستقبال. وصرح رئيس لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي أن الفلاحين يعانون كثيرا بولاية الجلفة، جراء طول الإجراءات المتعلقة بالمحضر 49 من برنامج الدعم الفلاحي، داعيا وزير الفلاحة إلى اتخاذ قرارات عاجلة من أجل تسوية وضعية الفلاحين، الذين أكدت تقارير اللجان التقنية إنهاءهم لكافة العمليات والمشاريع الموكلة إليهم. ويترجم تهديد أحد الفلاحين برمي نفسه والإنتحار حالة اليأس التي باتت تحيط بالفلاحين بولاية الجلفة، نتيجة طول الإجراءات بخصوص المحضر 49 بالدعم الفلاحي، الذي عرف فضائح في وقت سابق، عجلت بفتح تحقيقات معمقة من طرف العدالة، انتهت بالحكم على المتهمين.