يعرف فندق "ابروتيل" والذي سيحتضن معسكر المنتخب الوطني القصير أثناء سفرية القاهرة حركة عادية لا توحي بأنه سيحتضن أشبال سعدان، طالما أن الحركة روتينية والتعزيز الأمني عادي جدا. لكن الذي يلج الفندق يلاحظ حالة التوجس التي بدأت تسيطر على عمال الفندق، الذين رفضوا الحديث معنا عن إقامة المنتخب الجزائري بل ونفوا ذلك جملة وتفصيلا. * * وحسب الجولة التي قمنا بها في محيط الفندق وحديثنا لعدد من العمال وبعد إلحاح شديد فإنهم لا يعلمون يوم وصول المنتخب الجزائري أو أين يقيم. * لكن مصادر مصرية أكدت لنا بأن إدارة الفندق أصدرت تعليمات للعاملين فيه تدخل حيز التنفيذ هذا الخميس يمنع فيها العمال من التحدث مع أي شخص من بعثة "الخضر" سواء لاعبين أو إداريين الا فيما تقتضيه الخدمة. * ودعت إدارة الفندق الذي يحاذي المطار الدولي بالقاهرة العمال بالدعاء للتوفيق للاعبي المنتخب الوطني فقط في حال اقترب أحد من أعضاء البعثة الجزائرية وحاول أن يستفزهم أو يداعبهم في الموضوع. * * المكان اختير بدقة ..وإدارة "الخضر" احتاطت جيدا * يبدو أن إدارة المنتخب الوطني وفقت مبدئيا في اختيارها للمكان الذي يتواجد على بعد 3 دقائق، سيرا على الاقدام من المطار الدولي، بالاضافة الى انه لا يبعد سوى ربع ساعة عن ملعب القاهرة التي سيحتضن تدريبات ومباراة "الخضر". * وكان الفندق يسمى من قبل بالموفنبيك لكن رجل أعمال ألماني اشتراه وأضحى يطلق عليه أبروتيل "لوبساج". * ويحاط الفندق بسياج من النباتات على مسافة كبيرة جدا، ولا يمكن للاشخاص العاديين من اختراقه باستثناء المتوجهين الى المطار، وطالما أن هذه المنشأة حساسة فإنه لن يسمح للانصار بالتوافد الى هناك لإزعاج "الخضر". * وهو ما يوحي إنه قلعة حصينة تخضع لحراسة أمنية مشددة لا يمكن أن يخرق الانصار والمشاغبين الحصار المفروض عن لاعبي المنتخب الوطني. * وجاء اختيار الفندق في هذه المنطقة البعيدة عن السكان لضمان عدم تعرض البعثة للمضايقات، وحجز صادي وزفزاف لبعثة المنتخب الوطني الطابق الرابع في الفندق بالكامل، وهو طابق مخصص لرجال الأعمال. * * "الخضر" تحت حراسة أمنية مشددة * وقبل الدخول للفندق يصادفك نقطة تفتيش ومراقبة على مستوى الباب الرئيسي، بالاضافة الى أعوان أمن بزي عسكري أخضر مرفوقا بكلاب الحراسة، يوحي وكأنك تدخل إحدى القلاع المحصنة. * وقد يسمح لعامة الناس الدخول من هذه البوابة طالما أن الفندق مفتوح أمام الجميع، فسيكون لزاما عليك تخطي البوابة الرئيسية على بعد حوالي 100 م ومنها نحو بهو الفندق، لكن يتوجب عليك لزاما الخضوع للمراقبة الامنية المشكلة من خمسة أفراد وايداع كل ما تحمله على السكانير في الجهة اليمني من البوابة. * وعلمنا انه تم تخصيص رجال أمن خاصين لتأمين البعثة الجزائرية تلقوا خلالها تعليمات مشددة تضمنت عزل اللاعبين الجزائريين تماما عن باقي نزلاء الفندق لتحقيق طلب الاتحاد الضيف بضمان عدم إطلاع أي شخص على معلومات مهمة عن المباراة سواء بطريق الصدفة أو حتى في حال حاول البعض التجسس من ناحية، ولعدم شل الحركة التجارية داخل الفندق لباقي النزلاء من ناحية أخرى. * * فندق يعج بالزوار والموضوع لا يعني "الخضر" * ووقفت الشروق على رصد بعض النقاط التي تميز الفندق عن بقيته، فقاعة الاستقبال بهذا الفندق تعج بالزوار وتشهد حركة دؤوبة من رجال الاعمال لعقد الصفقات التجارية، وليس بتلك الصور التي ارتسمت من قبل بكونه مجرد فندق مخصص للزائرين العابرين (الترانزيت). * ولا يبدو ان هذه الحركة وحالة الفوضى قد تؤثر على بعثة المنتخب الوطني طالما تم تخصيص منفذ آخر يجعل لاعبي "الخضر" بعيدين كل البعد عن أي احتكاك مع زوار الفندق. * * طابق خاص..والخوف كله من كاميرات المراقبة * وحسب مسؤولي السفارة الجزائرية فإن الطاقم الاداري للمنتخب الوطني رصد أربعة فنادق بالعاصمة المصرية، قبل أن يقع الاختيار على فندق "ابروتيل" بالنظر الى موقعه الاستراتيجي والذي يجعل لاعبي "الخضر" في منأى عن كل المصادمات او الاستفزازات. * وحجز المنتخب طابقا بكامله مشكلا من 100 غرفة، رغم أن أفراد البعثة لن يتجاوزوا 57 مثلما تردد من قبل، وقامت البعثة بحجز ال43 غرفة الأخرى ودفع ثمنها ولن يسكنها أحد تفاديا لأي طارئ. * ويتم تخصيص مصعد واحد فقط لبعثة المنتخب الوطني من المصاعد للصعود للطابق الرابع، يكون المصعد تحت حراسة رجل أمن بمعرفة إحدى الجهات الأمنية، أما باقي المصاعد ستستخدم للطوابق حتى "الثالث" فقط، ولن يكون لأي كان من الطابق الثالث او الثاني من التوقف بالمصعد في الطابق الرابع. * * تدريب الخميس على ملعب معشوشب اصطناعيا * وسيجري زملاء زياني تدريبهم الاول على ملعب العشب الاصطناعي وهو مجرد تدريب روتيني من أجل الاسترجاع بعد السفر ويدرك سعدان ان عيون الجواسيس هناك وهناك لذلك فإن تدريبي الخضر بالقاهرة سيكونان روتينين. * ومع ذلك فإن المدرب الوطني أخذ كامل الاحتياطات ورفض السماح لأي فرد بالتواجد بالملعب او بمحاذاته أثناء فترة التدريب حتى لو كان من العمال، باستثناء العمال المخصصين لذلك فهم المسؤولون أيضا عن تدريبات وحماية اللاعبين، وستكون محدودة جدا خلال التدريبات، مع العلم أن البعثة تتضمن مدربين لعمل التدليك للاعبي الخضر. * وتم حجز الغرف الداخلية من المبنى لإقامة اللاعبين بحيث لا يصل إلى اللاعبين أي صوت أوضوضاء من خارج الفندق أو من داخله. * للإشارة فإن البعثة الجزائرية سيرافقها طباخ مثلما جرت عليه العادة ولن يقوم أي مصري بتجهيز الطعام، أما المطبخ المخصص لتجهيز الطعام فهو "المطعم الصيني" في الطابق الأول وينزل طباخ الخضر فريد لإعداد الطعام فيه ويخضع فيه الى مراقبة الطاقم الطبي بينما تناول أفراد البعثة الطعام في نفس الدور الذي يقيمون به. *