حليش بنزف دما * "الاعتداء علينا يزيدنا عزما على التأهل للمونديال" * "عشنا سيناريو "هيتشكوكيا" في دقيقة واحدة" أكد المدافع رفيق حليش بأن الإصابة التي تعرض لها على مستوى الوجه ليست خطيرة وأنها لن تحرمه من المشاركة في مباراة اليوم، مشيرا إلى أن الاعتداء عليهم من قبل أنصار المنتخب المصري يزيدهم إصرارا على العودة بتأشيرة المونديال من ملعب القاهرة، لإعادة الاعتبار للكرة الجزائرية. * * رفيق... حدثنا عن إصابتك ومدى خطورتها؟ * إصابتي ليست خطيرة إلى الحد الذي يبعدني عن مواجهة الغد، فقد أصبت في حاجبي الأيسر بحجر أثناء هجوم مجموعة من أنصار المنتخب المصري على حافلتنا التي كانت متوجهة إلى الفندق، وقد تمت إخاطة الجرح بغرز واحد، وبعد أن هدأت الأمور شاركت في الحصة التدريبية بالميدان المحاذي للفندق قبل أن نعود إلى غرفنا. * * كيف كانت أجواء الحصة التدريبية بعد ذلك السيناريو المرعب؟ * الحصة التدريبية كانت مبرمجة من قبل وكان علينا إجراءها، بالرغم من الاعتداء الخطير الذي تعرضنا له بعد دقائق معدودات من مغادرتنا لمطار القاهرة، وقد ميّزتها أجواء رائعة كسائر الحصص التدريبية التي نخوضها في التربصات، وبرهنّا من خلالها بأننا لم نتأثر ومعنوياتنا مرتفعة، وعلينا الحفاظ على تركيزنا، لأن الضغط سيكون كبيرا قبل ساعات قليلة عن موعد المباراة. * * هل كنت تتوقع مثل هذا السيناريو؟ * كرياضي أتفهّم تعصب الجماهير لنواديها ومنتخباتها وعلى وجه الخصوص في دول إفريقيا والمغرب العربي، سيّما تلك التي لم تشارك منتخباتها في كأس العالم منذ مدة طويلة، على غرار الجزائر ومصر، فنحن ينتظرنا الشعب الجزائري كله لإسعاده، وحوالي 80 مليون مصري يأملون في فوز منتخبهم بنتيجة عريضة ويضمن المونديال، وهم أحرار في طريقة مساندة منتخبهم، ولكن ليس بمهاجمتنا بالحجارة وإصابة خمسة أفراد من بعثة المنتخب الجزائري، فهذا السيناريو لم أتوقعه أبدا ولكن ردنا سيكون فوق أرضية الميدان. * * بعض القنوات المصرية اتهمت البعثة الجزائرية بتركيب سيناريو وقالت إنكم كسّرتم زجاج الحافلة من الداخل، ما رأيك؟ * لو كان ذلك صحيحا فيعني بأننا مجانين ومن يتهمنا بالكذب وتركيب سيناريو لتغليط الرأي العام، فهو مخطئ. ولحسن الحظ فقد بثت عدة قنوات تلفزيونية فضائية وحتى موقع الشروق الإلكتروني فيديو اعتداء جماهير مصرية على حافلتنا، قبل الوصول إلى الفندق وكيف كسر الزجاج، كما بثت صور حيّة عن إصابتي وزملائي لموشية وصايفي وشاوشي، وهي تفنّد كل الإشاعات التي يريد من خلالها البعض الترويج لمعلومات خاطئة عن حقيقة ما حصل. * * هلاّ حدثتنا عن بداية الهجوم وكيف كانت نهايته؟ * كل شيء كان على ما يرام عند وصولنا إلى القاهرة قادمين من روما، مساء أمس الاول، وبعد الإجراءات الجمركية ركبنا الحافلة التي تقلّنا إلى فندق أيبروتال، وقد شاهدنا أنصار المنتخب الجزائري عند مغادرتنا المطار وبادلناهم التحية، وكان بعدهم حوالي 250 مناصر مصري توقعنا محاولتهم استفزازنا، وهذا أمر طبيعي وبعدما خرجنا إلى الطريق السريع كان السائق مضطرا للعودة من نفس الطريق ولكن من الجهة المقابلة وهو ما سهّل الأمر على الأنصار لاعتراض سبيلنا، وما هي إلا لحظات قلائل حتى نزل وابل من الحجارة على الحافلة وتلقيت إصابة في حاجبي ليختلط الحابل بالنابل داخل الحافلة ولم نجد إلا الانبطاح وطلبنا من السائق الإسراع، لأننا عشنا في حوالي دقيقة أو دقيقتين سيناريو هيتشكوكيا، ولحسن الحظ لم تكن إصاباتنا خطيرة. * * ولم تشعروا بالأمان إلا وأنتم في الفندق... * بطبيعة الحال، فقد تم الاعتداء علينا على الرغم من أنه كنا برفقة عدد من سيارات الشرطة ولم نشعر بالأمان إلا وننحن داخل الفندق. وبصراحة فقوتنا هي التي جعلت بعض الأنصار يهاجموننا بغية التأثير على معنوياتنا، وسنرد لهم الصاع صاعين فوق أرضية ميدان ملعب القاهرة غدا. * * ألستم متخوفين من تكرار نفس السيناريو اليوم قبل دخولكم ملعب القاهرة؟ * لا أعتقد ذلك، لأن العالم كله يعلم بما حدث لنا، خاصة وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وصله تقرير عما حدث، وعلى كل حال فالدم الجزائري غالي ولن يذهب هدرا، وردّنا عليهم سيكون أقوى وبطريقة حضارية. * * يعني أن ما حدث قبل وصولكم إلى الفندق يمنحكم قوة وعزما كبيرين على تخطي عتبة الفراعنة والتأهل على حسابهم إلى المونديال؟ * القصد من اعتداء الجمهور المصري علينا قبل 48 ساعة عن اللقاء هو التأثير علينا سلبا، ولكنهم مخطئون، لأننا لا نهاب أي منتخب وكل ذلك السيناريو يمنحنا إرادة وعزما كبيرين وعوض تقديم مائة بالمائة من إمكاناتنا، فسنقدم مجهودات مضاعفة لخطف ورقة التأهل ونبرهن للجميع بأننا نستحق المشاركة في كأس العالم لأننا نمتلك تشكيلة قوية. * * وكيف تتوقع سيناريو المباراة؟ * المباراة فوق أرضية الميدان ستكون صعبة على الطرفين، ولكننا سنكون أحسن من المصريين من الناحية المعنوية، فهم مطالبون بالفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل، فإذا انتهى الشوط الأول بأي تعادل أو بهدف سبق لنا، فالشوط الثاني سيعرف ارتفاع الضغط على المنافس وفي المدرجات وعلينا استغلال الوضع، ولكن يجب أن نكون حاضرين فوق الميدان ونفوز بالصراعات الفردية، خاصة في الخط الدفاعي ووسط الميدان.