جمال مبارك يفرض نفسه شريكا في 80 بالمائة من مشاريع الخواص في مصر لم يجد اللفيف الموالي لحسني مبارك من وسيلة لاستمرار بقائه في هرم السلطة سوى تسطير مخطط لتوريث الحكم ونقله إلى ابن الرئيس جمال مبارك من خلال حشد أكبر عدد من لوبيات النظام المصري، وإلى جانب هذا الطرح الذي أيده في الحزب الحاكم رئيسه سوى صفوت الشريف ووزير الداخلية الحبيب عدلي ورئيس مجلس الشعب، لكن في المقابل يبقى كل من عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية ووزير الدفاع حسين طنطاوي اللذان عارضا فكرة التوريث جملة وتفصيلا. * لا يتفق الرأي العام المصري في مواقفه من مخطط توريث الحكم بعد حسني مبارك لابنه جمال فيما يوجد من لا يعير للموضوع بعض شرائح المجتمع المصري اهتماما لعلمها المسبق بما سيجري بين فيلة النظام المصري المتصارعة حول تركة الحكم، لكن الأكيد مثلما خرج للعلن وأصبح مما يتداوله الشارع المصري أن كل المؤسستين العسكرية والأمنية تعارضان في الكواليس مشروع التوريث ليصبح الابن يخلف أباه، مما يعصف بديمقراطية يتشدق بها ساسة مصر. * وما يعكس هذه الصورة امتناع كل من وزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس المخابرات عمر سليمان، عن دعم التمهيد لرئاسة جمال، ولم يبق في صف هذا الطرح غير المرغوب فيه لدى الشارع المصري سوى الحبيب العدلي وزير الداخلية وصفوت الشريف رئيس الحزب الوطني ورئيس مجلس الشعب محمد فتحي سرور. * وكل تلك الأسماء وإن كان لها ثقل في سدة النظام القائم غير أنها أولا من سيتهاوى عرشها في حالة فشل مخطط التوريث ليس لأن الجيش المصري سينقلب على نظام الحكم، ولكن لأن الوقت لا يزال طويلا أمام الشروع في تنفيذ المخطط لما لقيه من معارضة فضلا على أن أهم جهازان أمنيان وقفا له بالمرصاد وهما الدفاع والمخابرات اللذان تشاطر دول عظمى وجهة نظرهما لاعتبارات عديدة تمثلت في الصورة القاتمة لنظام مبارك في العالم العربي * واعتبار دوره انتهى فيما يخص قضايا الشرق الأوسط وأصبح ورقة مستهلكة * * ومن المعلوم أن الجيش المصري ليس من الجيوش الانقلابية، غير أنه خرج هذه المرة للمعارضة رغم الاعتقاد السائد أن لا طنطاوي ولا سليمان يرغبان في منصب الرئاسة لكبر سنهما ووضعهما الصحي، لكن هذا لم يمنعهما من السير في أي سيناريو ما عدا التوريث. * لكن مبارك عقد العزم على توريث الحكم لابنه رغم الجدل المتصاعد حول المسألة لكن التدهور الكبير لصحة مبارك بعد وفاة حفيده بداية السنة مؤخرا، أصبح جمال مبارك صاحب القرار وللمرة الأولى منذ طرحت مسألة التوريث، أوكلت للابن ملفات ذات علاقة بالسياسة الخارجية، بما في ذلك مصاحبته لوالده في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة. * ومن بين من أبدوا تحفظهم على التوريث قبيل انعقاد مؤتمر الحزب الصحفي محمد حسنين هيكل الذي اعتبر ابن مبارك غير مؤهل لتسيير شؤون مصر وفي هذا الصدد رصدت "الشروق" أراء سابقة لمصريين اجتمعت كلها حول أن جمال مبارك فنان فرض نفسه كشريك على المستثمرين الخواص ليكون شريكا فيها ما دون ذلك فإنه لا يملك حتى أسلوب الخطاب. * وكان قد طالب هيكل بتشكيل هيئة أمناء من كبار رجالات مصر للإشراف على مرحلة انتقالية، يعاد فيها البناء السياسي والدستوري وهي التصريحات التي أثارت زلزالا من الردود في أوساط مناصري جمال مبارك، بعد تزامن التصريحات مع لقاء جمع هيكل بعمر موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، الذي لم يخف رغبته في الترشح لرئاسة مصر.