القاهرة عبّر المخرج الجزائري، مؤنس خمار، عن امتعاضه الشديد من الحملة الشرسة التي قادها شياطين الفتنة المصريون بعدما حولوا فضائياتهم إلى أبواق للسب والشتم والقذف بالشهداء وإهانة تاريخ وطن. * مضيفا لذا قررت الاعتذار باعتباري منسق الأفلام بالجزائر عن حضور احتفالية انطلاق أول موقع إلكتروني من نوعه لعرض الأفلام العربية المستقلة بمختلف أنواعها عبر شبكة الأنترنت مجانا للجمهور حول العالم والذي يحمل اسم "أراب شورتس دوت نت"، بالرغم من أهمية هذا المشروع الذي بدأنا التحضير له منذ أكثر من ستة أشهر، حيث قمت بجمع كل المواد المتعلقة بتاريخ السينما الجزائرية وترجمتها إلى اللغة الانجليزية، وقد شاركت الجزائر بعشرة أفلام وكان من المنتظر أن يسافر إلى القاهرة المخرج يحي مزاحم المشارك بفيلمه "برتقالة" وصبرينة دراوي ب"قوليلي". * واستطرد قائلا: "اعتذارنا عن حضور الاحتفالية لا يعني انسحابنا من المشروع، لأن معهد غوته الألماني هو الممول وليس مصر، وطلبت من صديقي الناقد التونسي إقبال زليلة أن يقدم الأفلام الجزائرية المشاركة، لأن الذي يهمنا في الوقت الحاضر هو إعطاء صورة مشرفة للجزائر في مختلف المحافل العربية والدولية، وأعتبر أن الحملة المصرية الشرسة فرصة تاريخية يجب أن نستغلها بعقلانية، ومواقف الغير لا تهمنا لا من قريب ولا من بعيد، لأن فوز المنتحب الوطني لم يكن ضربة حظ". * وفي سياق ذي صلة، أشاد مؤنس خمار ببعض الأصوات المصرية على غرار المخرج يسري نصر الله، أمير رمسيس والممثل خالد أبو النجا، والتي رفضت الانسياق وراء تلك الحملة العنصرية التي روّجت لها غالبية الفضائيات المصرية، والطريف في الأمر أن أبطال هذه الحملة مرّغوا صورة المصريين والممثلين الذين أصيبوا بجنون العظمة في الوحل . وبالمناسبة أتوجه بالشكر إلى طاقم جريدة الشروق على مواقفها البطولية في الرد على هذه الحملة الشعواء ورد الاعتبار لشهدائنا الأبرار، يضيف خمار . * وأكد خمار في تصريح خص به الشروق، أن المقاطعة المصرية لمختلف النشاطات الجزائرية لن تؤثر على المشهد الثقافي الجزائري، وإنما ستسمح بتقوية الجسور مع دول أخرى، "يكفينا فخرا أن الفيلم العربي الوحيد الذي تحصّل على جائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي من إنتاج جزائري سنة 1969، وهو فيلم "زاد" للمخرج الفرنسي كوستا غفراس والمنتج أحمد راشدي، دون أن ننسى السعفة الذهبية التي توج بها "وقائع سنوات الجمر" للخضر حامينا، وكذا فيلم "معركة الجزائر" الذي رشح ثلاث مرات للأوسكار. * كما كشف محدثنا عن انتهائه من تصوير الفيلم الروائي القصير "الراكب الأخير"، الذي سيدخل مخابر التركيب الفرنسية في غضون الأيام القليلة القادمة، "أعتبر هذا الفيلم من أهم الأعمال التي قمت بها في مشواري الفني وسيحمل الكثير من المفاجآت، خاصة وأن توقيت تصوير المشاهد الأولى للفيلم صادفت تاريخ مباراة مصر والجزائر بالسودان، وقد واجهنا صعوبات كبيرة ذلك اليوم من الناحية التنظيمية لأن التصوير كان في قلب الجزائر العاصمة، كما أن النجاح الكبير الذي حققه الخضر بعث الغبطة في قلوب الجزائريين الذين خرجوا إلى الشارع للتعبير عن سعادتهم العارمة التي لم تضاهيها فرحة منذ الاستقلال، ويشارك في العمل نخبة من الممثلين، على غرار : محمد عجايمي، العربي زكال، محمد بوشايب، خالد بن عيسى، سامية مزيان، مليكة بلباي ورضا بن حامد . * وفي سياق متصل، كشف ذات المخرج عن شروعه في كتابة سيناريو لفيلم روائي طويل رفض الكشف عن معالمه، وفيما يتعلق بنشاط مؤسسة سفينة للإنتاج التي يترأسها، قال خمار إنه سينتج سنة أفلام روائية قصيرة محترفة، وهي: "خويا" ليانيس قوسيم، "ولد الجنون" لياسمين شويخ، يحي مزاحم، ياسين بلحاج، عمر زعموم وعبد النور زحزح .