أحبائي .. مساؤكم بهجة بسم الله الرحمان الرحيم ما توقعت أن أكون بينكم هذا المساء . لكن ها أنا ذا جئت على عجل لألبي نداء المحبة، تاركة خلفي أبنائي الذين لم ألتق بهم منذ عام، وحضروا إلى بيروت بمناسبة الأعياد . لكن " الشروق " أرادت لي عيدا آخر . " الشروق " لا تنتظر العيد . كرمها يصنع الأعياء على مدار السنة، ولا تدري كيف تقول " لا " لصحيفة أجابت دوما ب " نعم " كلما نادتها الجزائر . أن تختارني "الشروق" الشخصية الثقافية لهذا العام أمر يسعدني بقدر ما يربكني أمام مليوني قارئ جزائري، علي بعد الآن أغدو فرسهم الجزائرية الرابحة في كل سباق، وأن أكون رابح ماجر الأدب فأدافع في كل ملعب عن تاج الجزائر بأقدامي وبضربات خرافية من رأسي إن اقتضى الأمر . غير أني امرأة عزلاء لا أملك إلا يدي لأرفع بها اسم الجزائر . لكن بمثل هذه اليد وبتلك الأقدام الأسطورية وبتلك العقول الخارقة، وبكل ما في هذا الجسد الجزائري من خلايا وأعضاء نصنع جيلا بعد آخر مجد الجزائر ومستقبلها . سعيدة أنا من أجل كل من يكرمون اليوم في هذا الحفل البهيج، فجميعنا يتجاوز هذا التكريم شخصنا إلى ما نرمز إليه من قضايا في وجدان هذا الوطن . شخصيا لقد كرمتني الجزائر يوم ولدت جزائرية وكرمني قرائي الذين تجاوز عددهم 2 مليون قارئ يوم أصبحوا قبيلتي وعشيرتي الموزعة على خريطة الوجدان العربي، ولا أظن أحدا يمكن أن يضيف لي جاها أكبر من اللقب الذي نادتني به العزيزة خالدة تومي يوم لقبتني بصاحبة الجلالة، وهو لقب قاست به خالدة قامة الجزائر لا قامتي . لذا ما عاد من حقي اليوم أن أسقط أو أنحني . فالمرأة الجزائرية تولد واقفة ومنتصبة كسيف . وعلى ذكر السيوف، فقد سبق للشروق أن أهدتني يوم كرمتني قبل شهرين سيفا فضيا . وقلت يومها للسيد علي فضيل ممازحة إنه ما عاد ينقصني إلا حصان . فقد أهداني مصمم الأزياء الجزائري السيد عزي مشكورا ڤندورة قسنطينية ليوم تكريمي. ثم أهدتني السيدة خالدة برنوسا أبيض أيضا. لكن الشروق ارتأت أنه لا يليق بي إلا برنوسا أسودا وسيفا. لذا قلت لأسرة الشروق يومها أنه على الذي يكرمني بعد الآن أن يأتيني بفرس وصولجان بعد أن دخلت زمن البرانيس والفروسية، ولا أظن السيد علي فوضيل تذكر قولي هذا وأخذه مأخذ الجد وإلا ما كان ليكرمني مجددا. ذلك إني على طريقة بوبڤرة رحمه الله الذي قال للرئيس بن جديد يوم كرمه "سيدي الرئيس إذا تقدر تعطيني في بلاصة النيشان فريجيدار". أطالب عوضا عن هذا النيشان بحصان . ولو أن الفائزين اليوم بالسيارات الخمس دروا بفوائد امتلاك حصان لاستبدلوا السيارة به. ذلك أن بإمكانهم بعد ذلك أن يطالبوا بقطعة أرض مربطا لخيلهم. ثم بدخل شهري لاشتراء الڤرط والعلف للحصان، وهي الذريعة المثالية ليفوز المرء اليوم بعقار في الجزائر ويقضي حياته "راڤدة وتمانجي" على حساب الحصان. طبعا إضافة إلى كونه باستعماله وسيلة تنقل طبيعية يساعد في حماية البيئة ويكافح الاحتباس الحراري. أي أنه سيكون على الموضة وبإمكانه الادعاء أنه عائد لتوه من كوبنهاغن. ولو أن كل فائز طالب " الشروق " بحصان بدل السيارة لاستقامت لكلفتها للشروق " لي زافيرات انتاع الجائزات ولي زافيرات انتاع التكريمات بڤرة وبنتها ". لذا في هذه الدورة سيكون هذا المطلب حصريا وخاصا بي لكوني لا أملك رخصة قيادة . في الواقع أحبتي، أردت أن أمازحكم قليلا، فنحن في نهاية السنة والحياة جميلة كما ترون كنت أريد أن أقول لكم فقط باللهجة الجزائرية التي أحبها ( وطايحة فيها ) أني " نشتيكم ونستعرف بيكم ". وكل عام والدزاير " Beaugossa " .