وزير الثقافة مطالبة بترشيد نفقات ميزانيتها/ صورة: الشروق تباينت آراء المثقفين والفاعلين في المشهد الثقافي الجزائري حول ما سيضيفه وصول ميزانية الثقافة إلى21 مليار دينار- الأكبر منذ الاستقلال- لواقع المبدعين على اختلاف مشاربهم. * وبين متفائل بخطوات عملاقة ستساعد الميزانية في تحقيقها مستقبلا، ومتشائم يعتبر الزيادة مجرد رقم جديد في أجندة الوزارة لن تقدم ولن تؤخر في هموم المبدع والمثقف. فضلت الشروق الاتصال بأبرز الأسماء الثقافية والتعرف على قراءاتهم وتطلعاتهم وانتظاراتهم من وزارة تومي في السنوات القادمة. * سعيد بوطاجين * "بعد إهانة مصر للجزائر، يجب إعادة الاعتبار للنخبة" * "يجب استثمار ميزانية قطاع الثقافة وفق منطق محدد وأخلاق، بمعنى أنه يجب وضع الأموال في مكانها الحقيقي وتقسيمها على مختلف الأنشطة الثقافية التي من الممكن أن تسهم في الرفع من قيمة العقل بالدرجة الأولى. لأن التقسيم السابق ظلّ غير عادل لسنوات، خاصة وأنه يذهب باتجاه الرقص والمهرجانات الزائفة التي لا تؤسس لتقليد يمكن أن يدخلنا إلى منافسة دولية تعطي صورة حقيقية عن البلد الذي يجب أن يخرج من الطابع الاحتفالي والثقافة الظرفية التي تنتهي بمجرد انتهاء هذه الحفلات. الأمر الآخر هو أنه علينا أن نعيد للمثقف مكانته الحقيقية لتشجيعه ماديا مثلما يحدث مع الطبالين والراقصين ووزارة الفريق الوطني لكرة القدم. * عدا ذلك فإننا لا نقدم شيئا لهذه النخبة ما عدا مزيدا من البؤس والتشريد والهجرة. ويبدو أنه من الضروري اليوم إعادة تثمين الجهد الثقافي مثلما تفعل بعض البلدان الشقيقة المجاورة، وما حدث مؤخرا من إهانة للبلد يدفعنا إلى إعطاء الاعتبار الحقيقي للمثقف في كل المجالات". * * موسى حداد * "الميزانية ستساعد على إنعاش الأعمال السينمائية" * "طبعا هذه الزيادة في ميزانية وزارة الثقافة مهمة، لأن الإنتاج الثقافي القوي والمؤثر يحتاج إلى دعم مادي كبير، خاصة الأفلام السينمائية التي نلاحظ أنها لم تشكل بعد القوة المرجوة الكثير من المنتجين والمخرجين اقترحوا أعمال وتنتظر قرارات لجنة القراءة. وطبعا عندما يكون المخرج أو الممثل مرتاحا ماديا في بلده فسيبدع أكثر لأن الاهتمام به سيحفزه ويخلق قنوات الاتصال اللازمة. وخير دليل على ذلك نتائج الرياضة في الجزائر بعد أن رصدت لها الإمكانيات اللازمة". * * لحبيب السايح * "أتمنى أن تصرف الميزانية على ما يترك الأثر الثقافي" * * "للأسف ما أخافه هو أن تصرف هذه الميزانية في فعاليات تتميز بالآنية والشفهية، بمعنى لا يكون له أثر وينتهي بمجرد إسدال الستار عنه كالحفلات مثلا، أتمنى أن تصرف في الملاحق المتخصصة والمجلات، فلحد الآن لا نملك مجلة أو اثنتين متخصصة في مجال ثقافي معين، الاشتغال على ما يترك الأثر مهم فالمكتبة الالكترونية مثلا مهمة جدا للحاق بركب الدول الأخرى التي قطعت أشواطا كبيرة في الكتاب والفيلم وغيرها من الأوعية الفكرية الثقيلة". * * العيد بن عروس * "يجب ألا يلغي الفلكلور المشاريع الثقافية الجادة" * "ما يخصص للقطاع الثقافي بصفة عامة قليل جدا مقارنة بالقطاعات الأخرى. * وعليه فميزانية 2010 تبقى قليلة أيضا، على الوزارة أن تركز على ما هو مشروع هادف ودائم لا يزول بزوال الحدث كالكتاب والسينما، لاحظنا في السنوات الماضية ظهور اهتمام لا بأس به بالكتاب، هي خطوة تحتاج التثمين * ولكنها لا تزال في المهد ولم تصل بعد مرحلة النضج. يجب الاشتغال على المشاريع الثقافية الحقيقية التي لا تموت بمرور سنة أو اثنتين وإنما تبقى تقاليد شامخة عوض التركيز على الفلكلور فقط". * * الجيلالي خلاص * "تبقى ميزانية الثقافة الأضعف مقارنة بالقطاعات الأخرى" * * "الميزانية ستعطي دفعا للسينما والكتاب لأنهما أولوية اليوم على غرار حقول أخرى، علينا الاهتمام بتنميتها مثل الانترنت، هذه الأخيرة للأسف نستعملها للعب في حين نستطيع أن نستثمر في مضامينها المفيدة. * أنا متفائل على كل حال بارتفاع ميزانية وزارة الثقافة لأن الدولة الجزائرية بدأت تهتم بهذا القطاع الحساس، ولكن يبقى أملي أن تصل الميزانية إلى ما هو أكبر من 21 مليار دينار لأنها الأضعف دائما مقارنة بالوزارات الأخرى وأنا طبعا أتمنى أن تصرف في مصلحة الثقافة والإنتاج الثقافي في الجزائر". * * مرزاق بقطاش * "أتمنى أن ترتفع ميزانية الثقافة لتصل إلى ميزانية وزارة الدفاع" * * "الميزانية ارتفعت وهذا شيء مشجع جدا ومنعرج سياسي جدي في الجزائر. بمعنى أن الهموم الفكرية ستكون في المقام الأول إلى جانب الهموم الاقتصادية * والاجتماعية وأتصور أن الأمر بالغ الإيجابية من جهة ومن جهة أخرى أتمنى أن ترصد الأموال وتوضع في أماكنها وتطور الكتاب والفنون التشكيلية وأتمنى أن ترتفع حتى تصل إلى ميزانية وزارة الدفاع نفسها".