6 ملايين يوميا سعر تخزين حاوية في حظيرة "اركاس" بعد الأسبوع الثاني تحصلت "الشروق" على أرقام مرعبة حول ما يحدث ببعض الموانئ الجافة من ممارسات فرضها الحاصلون على امتياز ملكية حظائر ما قبل الجمركة التي تستقبل الحاويات كموانئ جافة يسيرها خواص بمنطق العشوائية والمصلحية من خلال تغريم مستوردين بمئات الملايين نظير تخزين حاويات تتأخر جمركتها أو لأسباب إدارية أخرى من خلال تكلفة يومية لبقاء حاوية واحدة وصلت إلى 6 ملايين سنتيم بالمستودع المينائي "اركاس" حسب الملف الذي تحوز "الشروق" وثائقه كعينة عن مئات الحالات التي يعكسها عدد الشكاوى والطعون المودعة. * تطابقت مصادر بالقطاعات التي تستشار قبل منح حق الامتياز للخواص بفتح مستودعات ما قبل الجمركة انه تم تسجيل مئات الشكاوى من طرف كبار المستوردين المتخصصين في تموين السوق الوطنية بأهم المواد الاستهلاكية ضد أصحاب تلك المستودعات الذين فرضوا منطقهم دون أدنى احترام لدفاتر الشروط التي تقيد حريتهم في تسيير ما يشبه الموانئ الجافة من خلال استقبال وتخزين وحراسة الحاويات طيلة المدة التي تتم فيها إجراءات الجمركة والنقل. * وقالت مصادرنا ان هؤلاء المتعاملين الذين يمونون تجار الجملة بأهم المواد الاستهلاكية يجدون أنفسهم مجبرين على رفع الأسعار للحفاظ على هامش الربح وتفادي تحمل أسعار التخزين الإجبارية والخيالية التي فرضها مسيرو المستودعات عليهم وهي أسعار غير موحدة وتتغير من مستودع لآخر، لكنها تشترك في أن أسعارها أكثر من الأسعار المحددة في دفاتر الشروط بمرات كثيرة. * ولم تخف مصادرنا خطورة هذه التجاوزات الممارسة من طرف أصحاب تلك المستودعات، لأنها تؤثر بشكل مباشر على تعاملات المستوردين، فضلا على أنها تدخل كعامل كبير في تحديد سعر بيع المنتوجات المستوردة سيما منها المواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب على اعتبار ان المستورد مهما كان لن يقبل لنفسه بيع بضاعته بالخسارة بإضافة سعر استيرادها لما يفرض عليه من فاتورات التخزين الخيالية مثل ما حدث لأحد المستوردين السنة الماضية، حيث دفع لأحد مستودعات شرق العاصمة المسير من طرف احد الخواص ما يزيد عن المليار سنتيم بسبب تأخر اجرءات الجمركة لأسباب ليس مسؤولا عنها مما دفعه لرفع سعر البيع لتجار الجملة لاستدراك ما تكبده من غرامة إضافية في التخزين خارج التكلفة المعتادة. * ومن بين الأمثلة الحية لهذا النوع الجديد من الابتزاز الذي يدفع ثمنه في الأخير المستهلك وهو المواطن البسيط المحدود الدخل، أحد المستوردين الذي تحصلت "الشروق" على ملفه كاملا يكشف بالإثبات منطق أصحاب الحظائر ما قبل الجمركة، ويكشف على سبيل المثال ما يجنيه هؤلاء من وراء اعتمادهم كأصحاب مستودعات تخزين الحاويات، وهو الأمر الذي لا يكلف صحابه من سعداء الحظ سوى استثمار رمزي لا يتجاوز كراء قطعة أرضية ورافعة وجهاز سكانير أو رافعتين للحاويات وشركة حراسة ومولدا كهربائيا وأدوات بسيطة، لكنه يجني من ورائها أرباحا خيالية نسبة الخسارة فيها معدومة. * * "أتراكو".. تفاح و"فدية" بمبلغ 700 مليون * الملف الذي بحوزة "الشروق" تفاصيله تعود إلى السداسي الأول من السنة الماضية وتواصلت تبعاته إلي حد الساعة من خلال الشكاوى التي تقدم بها ضحية مستودع ما قبل الجمرة لشركة "أتراكو" الذي أجبر على دفع مبلغ بقيمة 700 مليون سنتيم لمدة 27 يوما بمعدل 6 ملايين لليوم وهي قيمة وزعت على العشرة أيام الأولى من التخزين بسعر 5 آلاف دج، والعشرة أيام الموالية ارتفعت إلى مليوني سنتيم وبعد اليوم الواحد والعشرين من التخزين أصبح سعر بقاء الحاوية الواحدة المزودة بالكهرباء، لأنها محملة بفاكهة التفاح السريعة التلف إلى 6 ملايين سنتيم وهو سعر بمقارنته مع ما تفرضه اكبر موانئ العالم يمكن اكتشاف الأرباح الخيالية على حساب المستورد وبعدها المستهلك بشكل اكبر، حيث لا يتجاوز تخزين حاوية في الموانئ الايطالية مع تزويدها بالكهرباء للتبريد بها مادة سريعة التلف أكثر من 30 أورو يوميا. * ومعلوم ان أهم مستودعات ما قبل الجمركة التي تستقبل في العاصمة هي "أركاس" و"أتاركو" بالروبية و"أم أس سي" بالحميز، وآخر بالشراقة وواد السمار، ومعظم مسيريها إطارات سابقة بشركة النقل البحري التجاري والذين تحصلوا على الاعتمادات بعد موافقة كل القطاعات المعنية في مقدمتها إدارة الجمارك وقدموا ملفات قالت مصادرنا أنها مستوفية الشروط قبل منحها الاعتماد، لكن بعد ان شرعت في العمل فرضت منطقا بعيدا عما يفرضه دفتر الشروط.