صورة لميناء الجزائر " موانئ دبي " مجبرة على تبني إجراءات عاجلة لضمان تخزين وتأمين الحاويات أفادت مصادر مطلعة ل"الشروق" بأنه تم على مدار الأسبوعين الأخيرين للسنة الماضية تسجيل ضياع ما لا يقل عن 11 حاوية بميناء العاصمة في جزئه المسير من طرف مؤسسة موانئ دبي الإماراتية، ومنها حاوية مصفحة استوردتها شركة أمريكية، ومن ما سجل من حاويات اختفت لأسابيع هناك التي عثر عليها، ومنها التي لا يزال البحث عنها جاري وإلى ذلك تحرر شهادة ضياع للمعني ويتكفل بدفع تكاليف التخزين في انتظار تعويضه لاحقا عن الضرر من خلال لجنة خاصة . * أفادت مصادر أمنية وجمركية بأنه تم على مدار الأسابيع الأخيرة من السنة الماضية تسجيل ضياع عدد معتبر من الحاويات بمعدل حاوية يوميا على الأقل * وحسب الأرقام المدوّنة رسميا لدى الجهات المختصة التي تلقت شكاوي من أصحابها فهناك 11 حاوية على الأقل لم يعثر عليها إلى يومنا بعد 15 يوما من البحث وسط مئات الحاويات الأخرى . * وبرأي بعض العاملين بميناء العاصمة في جزئه المسيّر من طرف مؤسسة "موانئ دبي"، فإن سبب اختفاء حاويات والعثور على أخرى مشحونة في سفن أخرى في رحلة العودة إلى البلد القادمة منه يرجع إلى الصعوبات التي يواجهها عمال هذا الجزء من الميناء المسير من طرف الإماراتيين، باعتبارهم ليسوا من ذوي الخبرة ومعظمهم اختيروا لما يملكونه من قدرات بدنية وأغلبهم أفارقة، فضلا عن عدم اعتيادهم على العمل في ميناء العاصمة . * وإلى حين تمكن العاملين لدى مؤسسة موانئ دبي من التمرّن واكتساب خبرة في تخزين وترتيب الحاويات حسب النوع والصنف والعدد فإنه سجلت عدة حالات ضياع حاويات لمدة وصلت إلى 15 يوما ومنها التي لم يتم بعد العثور عليها إلى حد الساعة وهو ما يترتب عنه تضاعف مدة التخزين التي يدفع تكاليفها المستوردين المعنيين ولا تعوّض تكاليف التخزين طيلة مدة الضياع إلا من طرف لجنة تدرس الطلبات اعتمادا على شهادة الضياع التي تسلم وشهادة العثور على الحاوية وطلب المعني بالتعويض عن الضرر. * ومن بين الحاويات التي سجل اختفاؤها بميناء العاصمة واحدة من الحاويات التي استوردتها شركة أمريكية وهي نوع من الحاويات المصفحة والتي اختفت وسط مئات الحاويات التي توضع بشكل فوضوي في مربعات وعلى طوابق، مما يجعل من العثور عليها شبه مستحيل ويتطلب مجهودات مضاعفة في فرز الحاويات وأثناء ذلك وجدت حاويات على متن بواخر كانت تستعد لمغادرة الميناء بالحاويات الفارغة . * كما تلقت مصالح الأمن حسب الاختصاص وحتى مصالح الجمارك شكاوي من طرف بعض المستوردين الذين تأخرت جمركة حاوياتهم بسبب اختفائها، الأمر الذي فضلا على أنه يضاعف من تكاليف التخزين فإنه يكبح تعاملات هؤلاء المستوردين الذين حتى وإن قدمت لهم تعويضات عن التأخير فإنها لن تسد الخسائر المترتبة عنه بسبب تأخر التعاملات مع مموّنيهم في الدول المصدرة ويسبب لهم مشاكل تصل إلى وقف التعامل . * وقالت مصادر بميناء العاصمة أن العاملين بمؤسسة موانئ دبي بات ضروريا عليهم الاستعانة بعمال الميناء التابعين لمؤسسة ميناء العاصمة الذين وبحكم خبرتهم الطويلة سيجنبون عمال الشركة الإماراتية تضيّع وقتا طويلا في التعرف على تقنيات التخزين التي لها خصوصياتها في ميناء العاصمة، سيما وأن مؤسسة "موانئ دبي" لم تقتن بعد كل التجهيزات الكافية من رافعات انزلاقية على أرصفة الميناءات وحاملات حاويات واعتمدت في بداية عملها على اليد العاملة التي يمثل فيها الأفارقة الأغلبية.