خليدة تومي وزيرة الثقافة كشفت الزيارة التفقدية التي قادت خليدة تومي وزيرة الثقافة إلى تلمسان يوم أمس، عن جملة من المشاكل التي قد تعيق انطلاق بعض المشاريع المبرمجة لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، والتي يأتي في مقدمتها مشروع مسرح الهواء الطلق الذي يبقى مشروعا على الورق بعد الصعوبات التي واجهت الوزارة والسلطات المحلية في إيجاد أوعية عقارية مناسبة لتجسيد هذا المرفق الثقافي... * الأمر الذي دفع بوزيرة الثقافة إلى التعجيل في عقد جلسة تشاورية وتنسيقية مع والي ولاية تلمسان عبدالوهاب نوري وباقي أعضاء اللجنتين الولائيتين المكلفتين بتجهيز الهياكل التحتية وبرنامج التظاهرة الثقافية، أسفرت عن تقديم جملة من التوجيهات المتعلقة بالإسراع في إيجاد الأرضية المناسبة لإنجاز مشروع مسرح الهواء الطلق في أقرب الآجال. * ومن جهته طمأن والي الولاية بأنه تم العثور على الأرضية المناسبة لتسجيد هذا المرفق، وذلك بمحاذاة المعلم الأثري بمنصورة، وهو ما توقفت عنده مسؤولة القطاع الثقافي للاختيار بين قطعتين أرضيتين بالمنطقة المذكورة، وعلى ضوء هذه المعطيات، طالبت ذات المسؤولة من المسؤولين بمباشرة عملية مسح أثرية للمكان من أجل التأكد من خلوه من معالم أثرية قد تعيق انطلاق المشروع مطالبة في السياق ذاته بمباشرة الأشغال بحر هذا الأسبوع، وقد علمت "الشروق" أن الوزيرة استنجدت بالعمالة الصينية من أجل التعجيل والإسراع في وتيرة الأشغال والانتهاء من المشروع في آجاله المحددة. هذا ويبدو من خلال الزيارة الثانية في ظرف أقل من أسبوعين أن وزارة الثقافة دخلت في سباق مع الزمن من أجل إنجاح انطلاق فعاليات التظاهرة الثقافية التي من شأنها أن تعطي فرصة للجزائر من أجل وقوف عن حقيقة الإسلام من جهة، ومن ناحية ثانية على الهوية الجزائرية وانتماءاتها الحضارية الضاربة في عمق الثرات الإسلامي الذي يعد أحد أهم مقومات الدولة الجزائرية. كما شهدت الزيارة توقف خليدة تومي على وتيرة الأشغال ومدى تقدمها بمعظم المشاريع المبرمجة، منها المركب الثقافي بإمامة ومركز البحوث والدراسات الأندلسية ومشروع القصر الملكي المتواجد داخل قلعة المشور الأثرية. * كما أعطت تومي إشارة انطلاق مشروع مكتبة بحي إمامة، علما أن الزيارة السابقة شهدت اتخاذ جملة من التغييرات الجذرية التي ستعرفها المدينة القديمة الواقعة بوسط الولاية. هذه التغيرات التي من شأنها أن تعيد الاعتبار للوجه الأثري بأبعاده السياحية والتاريخية لعاصمة الزيانيين، وستمس العديد من الأماكن والبنايات الإدارية، أهمها مقر البلدية المتواجد بوسط مدينة تلمسان الذي سيتحول إلى متحف يقابل المسجد الكبير، بالإضافة إلى إعادة تهيئة متحف سيدي لحسن الذي يعتبر إحدى القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الزياني، والذي أنشأه الأمير أبو عامر حيث كان يحتوي على مسجد ومدرسة قرآنية قبل أن تحوله السلطات الاستعمارية إلى مخزن للحبوب والعلف ثم إلى متحف مع أوائل سنة 1901، حيث سيتم الحفاظ عليه على أن يصبح متحفا إيكولوجي . * وفي نفس الإطار سيشهد المتحف اليتيم الواقع بمحاذاة المقر السابق لمديرية التربية عمليات توسيع تستهدف بالأساس استغلال أرضية البناية الإدارية التي كانت مخصصة لمديرية التربية، إذ من المنتظر أن يتم إنشاء فوق هذه الأرضية حدائق أركولوجية تبرز الوجه الحضاري والتاريخي للمنطقة، كما تعرف عملية إنشاء القصر الملكي بقلعة المشور تقدما في الأشغال خاصة بعدما تمكنت الجهات المعنية من العثور من خلال الحفريات التي تشهدها أرضية القصر الملكي على العديد من الزخارف في شكل قطع أثرية وبعض الرسومات التي ستشكل في النهاية قاعدة للانطلاق في تصميم هذا القصر الملكي الذي سيكون بمثابة أحد أهم القلاع الأثرية في إبراز الحضارة الزيانية. * الزيارة الميدانية التي تأتي كما أشارت إلى ذلك المسؤولة على القطاع الثقافي الجزائري في إطار تنسيق الجهود ،شهدت الوقوف على بعض المنشآت الثقافية التي سيعاد استغلالها بعدما تحولت إلى خراب بسبب انهيار جدرانها وقدمها ناهيك عن الظروف التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء، مما جعل منها أماكن مهجورة ومهمشة وعلى رأسها قاعة السينما "كوليزي"، هذه الأخيرة التي سيرد لها الاعتبار من جديد من خلال عملية تهيئة ستشمل جميع المرافق الموجودة فيها، ونفس الشيء بالنسبة إلى قاعة السينما "إفريقيا" التي لم يتقرر بعد إن كانت ستحافظ على خدماتها أم يتم تحويلها إلى قاعة للاستعراضات الفنية أو فضاء للمسرح.