علمت "الشروق" من مصادر مؤكدة أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أوفدت ممثلين عنها للتحقيق بمدينة تيزي وزو فيما سمي بقضية حرق كنيسة تافاث، بعد التهويل الذي أحيط بالموضوع واستغلاله من قبل أطراف أجنبية انتهزت فرصة حادث نهوض سكان للدفاع عن حيّهم من استغلال مكان للفساد والرذيلة. * خلصت نتيجة التحقيق الذي أجري في عين المكان من قبل ممثلي الوزارة، إلى أن ما حدث مؤخرا بمدينة تيزي وزو، وأخذ حجما أكبر مما يستحق ضمن ما تناولته جهات أجنبية على أنه "حادثة حرق كنيسة تافاث والهجوم على النصارى والاعتداء عليهم أثناء قيامهم بطقوس عبادتهم من قبل إسلاميين" لا يعدو كونه تدخلا لسكان الحي المذكور للدفاع عن حرمة المحيط الذي يسكنون فيه، مثلما يفعل السكان في كل أرجاء الوطن، وأن "الكنيسة المزعومة ليست في الحقيقة إلا مجرد مرآب استخدم لغير ما خصص له" * وكان يمكن للحادث أن يأخذ مجرى الأحداث العادية غير أن مبشرين استغلوه استغلالا مشبوها باعتبار المعنيين أصحاب المكان أساؤوا لقانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين وبالخصوص في مادته الخامسة (5) والسابعة * (7) * وتفيد نتيجة التحقيق، الذي شمل الوقائع وملابسات الحادث وشهادات السكان ومديرية الشؤون الدينية بالولاية والكنائس النصرانية المعتمدة بالمنطقة، أن "الذين استغلوا المرآب لممارسات مسيحية قد أساؤوا إلى تعاليم المسيح" وذلك وفق شهادة القائمين على خدمة المسيحيين في الولاية. * وجاء في شهادة القس المدعو "ع. ص" "أن الذين يقفون وراء ما يسمى بكنسية تافاث قد قاموا بعمل خارج ما ينص عليه القانون وهم بذلك قد ألحقوا بنا الضرر بهذا السلوك الذي أزعج سكان المنطقة ممن يجاورون هذه الكنيسة المزعومة ". * أما السكان فقد أثبتوا الانحرافات الأخلاقية التي تقام بما يسمى كنيسة وأعربوا عن تخوفهم على مصير أبنائهم الأبرياء من سموم المجموعة التي تنشط هناك باعتبار ما يسمى كنيسة تافات تقع بالقرب من المؤسسات التربوية وأولياء التلاميذ يدركون أن اختيار هذا المكان جاء بنية مبيتة، الغرض منها استدراج هؤلاء التلاميذ والطلبة إلى الاندماج دون وعي ودون إرادة منهم في مخطط التبشيريين التخريبي، من خلال تقديم إغراءات توقع بهم في المصيدة وتودي بهم إلى طريق مجهول لا يعلم مصيره إلا الله، وقد اعتبر الأولياء أن النية من اختيار مثل هذه الأماكن وسط السكان ودون رموز تبينها كأماكن عبادة لغير المسلمين "لا يبشر بالخير ولا يريد هؤلاء لأبنائنا الدخول إلى الجنة كما يوهمونهم". * وتؤكد الواقعة حسب نتيجة التحقيق أن سكان منطقة القبائل لازالوا غيورين على دينهم ومتمسكين بهويتهم ومتسامحين مثلهم مثل سائر المجتمع الجزائري مع أصحاب الديانات الأخرى، بدليل الحرية التي يتمتع بها المسيحيون في ممارسة شعائرهم فهم يخرجون من الكنيسة الرسمية في وضح النهار ويدخلونها غير مختبئين ولا يخشون على نفسهم من أي رقيب أو حسيب" * وسبق لحادثة اعتراض بعض السكان في حي بتيزي وزو طريق المترددين على المكان المسمى "كنيسة تافاث" نهاية ديسمبر ومنعهم من إقامة الطقوس المسيحية أن أسالت كثيرا من الحبر منذ وقوعها، حيث استغلت جهات أجنبية الحادث على أنها اعتداء على كنيسة وحرق ما فيها وتضييق على الحريات الدينية في الجزائر، بينما توضح صورة المكان أنه لا يخضع لأدنى المقاييس لأماكن العبادة، كما أنه غير مسجل ضمن أماكن العبادة المرخصة من قبل الوزارة. * وجددت الجزائر في رد على التحرشات الأجنبية موقفها في اعتماد دور العبادة بأنها لا تقبل أن تحول المنازل والمحلات إلى كنائس غير مرخصة مثلما لا تقبل أن تتحول إلى مصليات ومساجد غير مرخصة دون احترام الإجراءات القانونية الملزمة بفتحها.