انتقدت كل من جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، وتجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية، ما وصفته بالأبوية التي تمارس على الشعب الجزائري من قبل شخصيات وطنية تخصصت في نضال الصالونات. وقال السعيد بوحجة، المكلف بالإعلام في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، في تصريحات ل"الشروق"، إن البيان الذي حرره كل من طالب الإبراهيمي وعلي يحيى عبد النور ورشيد بن يلس، يعني أنهم شخصيات فوق بقية المواطنين الجزائريين، وأنهم ضد المجتمع الجزائري وأنهم ضد الأخلاق السياسية والقانون، بدعوتهم لمنع مواطن جزائري من ممارسة حقه في الترشح للرئاسيات. وأضاف بوحجة، أن العمل بهذه الطريقة يعني العودة بالجزائر إلى القرون الوسطى، لأن منع الأشخاص من ممارسة حقوقهم الدستورية ليس من اختصاص الأشخاص، وإنما من صلاحيات مؤسسات الجمهورية ومنها المجلس الدستوري والدستور في حد ذاته، وقال بوحجة، إن حزب جبهة التحرير يستهجن هذا النوع من الدعوات التي تنافي الدستور. وطالب نبيل يحياوي، باسم تجمع أمل الجزائر، بالتوقف عن الممارسات التي تتّسم بالأبوية على الشعب الجزائري، والحديث باسمه واحتكار الحقيقة من أية جهة كانت، مضيفا أن حزبه يحترم جميع الآراء عندما يكون التعبير عنها وفق مبادئ الدستور، وعندما لا تتنافى مع الحق في الاختلاف شريطة أن لا تكون ضد الحريات التي يضمنها الدستور، وخاصة حق الترشح الذي يكفله الدستور الجاري العمل به. وأوضح يحياوي في تصريحات ل"الشروق"، أن حزب تجمع أمل الجزائر، الذي يحترم مواقف الجميع شخصيات أو مؤسسات حزبية ومنظمات، ولكنه في المقابل يقف بالمرصاد لكل من يريد الحديث باسم الشعب الجزائري. ملاح: اتركوا الجزائريين يختارون الأصلح من جهته دعا بلقاسم ملاح، القيادي بحزب التجمع الوطني الديمقراطي، إلى ترك الشعب الجزائري يمارس حقه في الاختيار الحر لمن يراه الأصلح لقيادة البلاد، بناء على الدستور الذي يتحدث عن عهدات مفتوحة في إطار مؤسسات الجمهورية، ولوائح المجلس الدستوري المنظمة للعملية. وإن اعتبر لمين عصماني، متحدثا باسم الحركة الشعبية الجزائرية، نداء الشخصيات الثلاث نوع من الحراك الديمقراطي الذي يجب الترحيب به واحترامه، لكنه عاد للتأكيد على أن الجزائر اليوم في حاجة إلى المزيد من أخلقة الحياة السياسة، وليس الدعوة للمقاطعة أو للحجر على حقوق الأفراد، ومنعهم من ممارسة حقوقهم التي يضمنها الدستور وعلى رأسها الحق في الترشح. عصماني: بعض الأصوات عاجزة عن ملء قاعة سينما وانتقد المتحدث في تصريح ل"الشروق"، ما وصفه بنضال الصالونات، وقال إن بعض الأصوات التي ترتفع هنا وهناك عاجزة عن ملء قاعة سينما، ولكنها لا تتوان في الحديث باسم الشعب الجزائري، مفضّلا الحديث عن الشروط التي تضمن تنظيم انتخابات حقيقية وشفافة، وتضمن تنوع البرامج وليس الوقوف في طريق من يريد الترشح وفق الدستور. وقال عصماني، إن الإبراهيمي وعبد النور وبن يلس، لهم الحق في التعبير عن أنفسهم من منطلق مساهمتهم في بناء الجزائر، ولكن ذلك لا يخول لهم الحديث باسم الشعب الجزائري، مضيفا أن حزبه ضد نضال الصالونات. ويعتقد المتحدث أن هذه الطريقة تبين أن هناك خوفا من الفوز الأكيد للرئيس بوتفليقة، في حال قرر خوض الرئاسيات القادمة، وقال عصماني، أن النخب الجزائرية غير قادرة على التجنيد ولذلك فهي تحبّذ النضال بالبيانات من الصالونات.