تمر حوالي 10 أشهر عن انطلاق القناة الرابعة الناطقة بالأمازيغية دون أن تنجح في كسب الجمهور القبائلي الذي لم يجد نفسه في هذا الفضاء الذي هو صورة طبق الأصل لليتيمة وشقيقاتها، بل يمكن القول أضعف من كل هذه القنوات... * فبالإضافة إلى الحيز الزمني المخصص لها والذي لا يتعدى 5 ساعات في اليوم فإن الموضوعات المقترحة لم ترق لتطلعات سكان القبائل، وحتى البرامج الترفيهية كالمسلسلات مثلا فإن إدارة هذه القناة عمدت إلى ترجمة المسلسلات الجزائرية التي برهنت على فشلها الذريع ليعاد اجترارها مرة أخرى ولكن بالقبائلية، علما أن عملية الترجمة تحصي أخطاء كبيرة أضفت على الأعمال ضعفا أكبر، والعارفون بكواليس التحضير لهذه القناة يؤكدون أن المشرفين عليها لم يهتموا بالكيف بل بالكم، وكان هدفهم الأول هو تحضير أكبر عدد من الأعمال المترجمة دون بحث معايير الإعداد الجيد وتقديم منتوج ذي قيمة يقي القبائلي التوجه إلى قنوات أجنبية أخرى، بالإضافة إلى ذلك فإن تركيز المشرفين على هذه القناة على التقسيم العادل للمساحات الساعية بين مختلف اللهجات أخلط الأمور على المتتبعين الذين يسمعون لمنشط يتحدث بالمزابية مع ضيوف يتكلمون بالقبائلية، وهو الأمر الذي أثار الاشمئزاز لدى سكان القبائل الذين أكدوا بأنهم لا يفهمون الدوافع الحقيقية لهذه القناة التي دفعتهم إلى تطليق وبالثلاث لكل ما تفرزه اليتيمة وهم الذين كانوا ينتظرون هذه القناة بكل شوق، فيكفي أن نعود إلى أطوار البطولة الوطنية حيث أن المعلق على مباراة شبيبة بجاية واتحاد العاصمة كان يتحدث بالشاوية، علما أنها مقابلة تهم البجاويين أكثر من الشاوية. * وإذا أمكن تقديم ترتيب تصاعدي لكل القنوات التي أنتجتها اليتيمة من الضعيف إلى الأكثر ضعفا، فيمكن القول إن القناة الرابعة الأمازيغية تحتل المرتبة الأخيرة دون منازع في هذا السلم حسب آراء المواطنين الذين كشفوا لنا عن تذمرهم من هذه القناة، ويتساءل آخرون عن السر وراء هذا الكم الهائل من الرداءة الذي اجتمع في قناة موجهة إلى منطقة لها خصوصية ثقافية وسياسية وتاريخية جعلها من المناطق التي تطالب دائما بالكثير في مجال النوعية في كل مجالات الحياة. * واقترح الكثير من الذين تحدثوا إلينا ضرورة إحداث تغييرات جذرية في هذه القناة أو غلقها مباشرة لإيقاف هذا الخدش المتواصل لأذواقهم، علما أن كل هذا يحدث في ظل الانتشار الكبير للقنوات الأجنبية التي برهنت على قدرتها الكبيرة في كسب الجماهير، فيما نجحت القنوات الجزائرية في تحقيق الإخفاقات المتواصلة، وهو الأمر الذي يستدعي فتح مجال السمعي البصري، لأن ما تقدمه القنوات الجزائرية لا يرقى إلى مستوى تطلعات هذا الشعب الذي أصبح رهينة القنوات الأجنبية سواء العربية أو الغربية.